إلى جانب جهود المعلّم في تعليم طلابه تلاوة وحفظ القرآن الكريم، ينبغي له أن ينمي في نفوسهم (( روح التمسك بأحكام القرآن والتخلق بأخلاقه وآدابه )) (١)، ويروضهم عليها، ويعالج أخطاءهم ويقوّم سلوكهم ؛ إذ ليس الهدف من تعليم القرآن الكريم هو تحفيظ القرآن فقط، وإنما تشجيع الطلاب على العمل به (٢)؛ لأنه إنما أنزل ليعمل به، ويمكن للمعلّم توجيه طلابه بطريق مباشر، أو غير مباشر، مراعياً في ذلك نفسياتهم وأحوالهم وأعمارهم، يساعده في ذلك أن القرآن لا يعلو عن أفهام العامة، ولا يَقْصُر عن مطالب الخاصة، فكلماته ظاهرة تكاد تجعل المعاني بصورة المحسوس، حتى تهم بلمسها بيديك، وحتى تلج إلى ذهنك مترابطة متكاملة(٣)، ومن صور التوجيه غير المباشر : التعريض، والقصة(٤)، وضرب الأمثلة، وهو كثير في القرآن الكريم(٥)
(٢) هذا هدف من أهداف الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم. ينظر : التقرير السنوي للجمعية "حصاد السنابل" للعام ١٤٢٦هـ ص(٦).
(٣) هذه خاصية من خصائص القرآن الكريم، ينظر : دراسات في علوم القرآن الكريم، د. فهد الرومي (٦٠).
(٤) فقد أثبتت الدراسات التجريبية أن الطلاب ـ وخاصة في مرحلة الطفولة ـ شديدو الولع بالقصص، حيث ينصتون لها جيداً، ويتأثرون بها، ويتخلقون بما تدعو إليه من سلوكيات. ينظر : مهارات التدريس في الحلقات القرآنية، الزهراني ص(٢١٦).
(٥) ينظر : مباحث في علوم القرآن للقطان (٣١٩).
ويمكن للمعلم الإفادة من الكتب المؤلفة في القصص القرآن، مثل : المستفاد من قصص القرآن للدكتور عبدالكريم زيدان، وتيسير المنان في قصص القرآن لأحمد فريد، وقصص القرآن الكريم للنشء للدكتور أحمد حسن صبحي.
ومن الكتب المؤلفة في أمثال القرآن : ضرب الأمثال في القرآن ـ أهدافه التربوية وآثاره لعبدالمجيد البيانوني.