الأمن وحفظ هذه الضرورات، وأن الاضطراب الأمني والخوف ناشئ عن الإخلال بحفظها.
ومما سبق تتبين لنا العلاقة القوية بين الأمن والإيمان، فإن المجتمع إذا آمن أمن، وإذا أمن نمى ؛ فعاش أفراده مع الأمن حياة طيبة، كما قال تعالى :﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ (#ûqف، خ٦ù=tƒ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ tbrك‰tGôg-B ﴾ [الأنعام :

٨٢]، وصرح الماوردي بأن صلاح الدنيا وانتظام أمرها بستة أشياء، منها (( أمنٌ عام تطمئن إليه النفوس، وتنتشر فيه الهمم، ويَسْكُن فيه البريء، ويأنس به الضعيف؛ فليس لخائف راحة، ولا لحاذر طمأنينة )) (١).
أما إن اختل الأمن فستسود الفوضى، ويحل الخوف والاضطراب، وتتغير القيم والأخلاق، وتصبح الأرض مَسبَعة يأكل فيها القوي الضعيف، وتصبح مقدرات المجتمع بأيدي المجرمين، وتتوقف عجلة التنمية، ويهاجر الناس ورؤوس الأموال إلى مجتمعات أكثر أمناً، بل إن اختلال الأمن يؤثر في عبادات الناس التي هي الغاية من خلقهم(٢)، وهذه المفاسد الكثيرة لاختلال الأمن هي التي جعلت بعض العلماء يقول: (( جَور ستين سنة خير من هرْج سنة )) قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقا: ((والتجربة تبين ذلك )) (٣)، ولهذا وجب على الجميع المحافظة على الأمن والاستقرار، ومدارس تعليم القرآن الكريم معنية بالدرجة الأولى بالقيام بهذا الدور، وجعل ذلك جزءا من برنامجها التربوي ورسالتها التوجيهية.
أنواع الأمن :
(١) أدب الدنيا والدين للماوردي ص(١١١ ـ ١١٩).
(٢) ولهذا نجد أن صلاة الخوف تختلف عن الصلاة في حالة الأمن، وكذا الطهارة، ويسقط استقبال القبلة، والحج؛ لأن أمن الطريق من شروط وجوبه.
(٣) مجموع الفتاوى (٢٨/٣٩١).


الصفحة التالية
Icon