ينقسم الأمن باعتبارات عدة(١)، نشير إلى ما يناسب منها طبيعة بحثنا، وذلك فيما يأتي:
التقسيم الأول : أقسام الأمن باعتبار الفرد والجماعة، وهو بهذا الاعتبار قسمان :
القسم الأول : الأمن الفردي، وهو تحقيق الطمأنينة للفرد، باعتباره إنساناً، وذلك بسلامته من كل خطر يهدد حياته وحاجاتها.
…القسم الثاني : الأمن الجماعي، وهو أمن الأمة كلها، وذلك بتحقيق الحماية لحقوقها العامة ومصالحها الجماعية، المتمثلة في وحدتها الدينية والاجتماعية والفكرية.
وفي الحقيقة فإن الأمن الفردي والأمن الجماعي متداخلان، فأمن الفرد هو أمن الجماعة، وما يفسد على الفرد أمنه يمكن أن يفسد أمن الجماعة (٢).
التقسيم الثاني : تقسيم الأمن باعتبار المآل، وهو بهذا الاعتبار قسمان :
…القسم الأول : الأمن الدنيوي، وهو حصول الإنسان على ضرورات الحياة وحاجياتها وتحسينياتها، وشعوره بالاطمئنان من الاعتداء عليها.
…القسم الثاني : الأمن الأخروي، وهو الأمن التام الذي لا خوف معه، وهذا يحصل لعباد الله الذين التزموا بمنهج الله، وعبدوا الله وحده لا شريك له، قال تعالى :﴿ $ydqè=نzôٹ$# بِسَلَامٍ آَمِنِينَ ﴾ [الحجر : ٤٦ ] ومن عمل بأسباب هذا الأمن، يسر الله له أسباب الأمن الدنيوي (٣).
المطلب الثالث : أسلوب القرآن الكريم في توجيهاته المحققة للأمن :
(٢) ينظر : الأمن مسؤولية الجميع، د. الزهراني ص(٩١٩).
(٣) ينظر : دور الأسرة في أمن المجتمع، د. إدريس حامد ص(٤٣١ ـ ٤٣٢).