أساليب المستشرقين في ترجمة
معاني القرآن الكريم
دراسة أسلوبية لترجمتي سيل وآربري لمعاني لقرآن الكريم إلى الإنجليزية
إعداد
د. حسن سعيد غزالة
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
كما هو معروف فشلت كثير من ترجمات القرآن الكريم لمختلف لغات العالم الحية، وعلى رأسها الإنجليزية، في ترجمة معانيه. لكنها تفاوتت فيما بينها في مدى اقترابها من التعبير عن المعنى المقصود بشكل عام. يدور هذا البحث حول مدى نجاح ترجمتين إنجليزيتين استشراقيتين شهيرتين لمعاني القرآن الكريم، (الأولى لجورج سيل، والثانية لآرثر آربري، وكلاهما إنجليزي) أو فشلهما في الاقتراب من أسلوب القرآن الكريم، وبالتالي من المعنى المقصود.تعتمد دراسة أسلوب الترجمتين المذكورتين على اعتبار الأسلوب كخيار متاح للمترجم من متن اللغة فيما يتعلق بشكل النص وتنضيده على الصفحة، واختيار الكلمات والمصطلحات والتعابير والصور البيانية والبلاغية، والبنى النحوية للجمل والعبارات الفعلية والتراكيب اللغوية وأنماطها، والسمات الصوتية والمحسنات البديعية المختلفة. وباختيار المترجم لشكل معين للنص دون غيره، ولنمط معين من الجمل، وللفظة دون سواها، ولسمة صوتية دون غيرها، يعني أنه فضلها على غيرها متاحة له في مخزون اللغة، وإذا أغفلها يعني أنه اختار ذلك كحل أفضل من استخدامها، وإذا زاد فيها أو أنقص فيعني هذا أنه رجح الزيادة على النقص، أو النقص على الزيادة.