تقوم الدراسة على مقارنة الخيارات الأسلوبية في ترجمة كل من جورج سيل (١٧٣٤/١٨٧٧م) وآرثر آربري (١٩٦٤م). ثم تقارَن خيارات المترجمين بأسلوب النص القرآني الأصل، وإلى أي مدى وفقا أو فشلا في نقله ولو بشكل تقريبي. تمكننا هذه الدراسة من الحكم على أسلوب الترجمتين المذكورتين وانعكاس ذلك على المعنى، ومدى قبولهما أو رفضهما. وتسعى هذه الدراسة الأسلوبية أيضا إلى إنصاف المترجمين والحكم على ترجمتيهما من خلال الترجمة من دون التأثر بآراء وأحكام سابقة على شخصيتي المترجمين. ونعتقد أن معظم الباحثين والنقاد في هذا المجال غالوا في هجومهم على الترجمات الاستشراقية بشكل عام، وأطلقوا عليها أحكاماً تعميمية ولم يستثنوا منها أحداً من المستشرقين؛ إذ اتسمت بعض هذه الأحكام بالجور أحياناً، لأنها بنيت على السلبيات، مع إغفال تام للإيجابيات. حتى إن بعض الباحثين نبشوا سلبيات لا وجود لها؛ بغية دعم حججهم، وهذا ليس من الإنصاف. لذا نأمل أن توفر هذه الدراسة الأسلوبية منطلقاً جيداً لحكم أكثر إنصافاً على ترجمات المستشرقين للقرآن الكريم، وهذا مبدأ قرآني عظيم يقضي بالحكم بالعدل بين جميع الناس، مسلمين وغير مسلمين. كما ينبغي تجنب وضع كل هذه الترجمات في سلة واحدة. بل إن المترجم نفسه قد يجيد في أشياء ويخفق في أشياء. وتتضمن الدراسة النقاط التالية:
أسلوب الشكل العام للنص وتصميمه


الصفحة التالية
Icon