... أما آربري فقد أطال كثيراً عند الضرورة القصوى فحسب (كما مر في مثالنا عن ترجمته لقوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ژ وغيره كثير)، وتجنب التفسير والزيادات والحشو. بيد أنه فشل في الترجمة أن يأتي بها وفيها خصائص النص القرآني من الإيجاز والبيان وغيرها. لا شك أن سيل أسهب في الإطالة وبالغ لإدراكه استحالة ترجمة معاني القرآن بأسلوب مقتضب مطابق لأسلوب القرآن الكريم. لكن آربري من ناحية أخرى بالغ في الاقتضاب محاولة منه أن يقترب من الأصل، وأنى له ذلك؟ كما أنه بتركه للتفسير والشرح كلية أدى إلى إبقاء الكثير من المضامين والمعاني والإشارات مبهمة للقارئ الإنجليزي غير المسلم على وجه الخصوص. ليس هذا فحسب، فقد بدت بعض الترجمات خاطئة بسبب ذلك. مثال ذلك ترجمته لسورة (البلد) (Land) (أي الأرض). ولو أنه وضحها بين قوسين بقوله (مكة المكرمة)، أو أضاف كلمة أخرى مثل (holy) أو (secure) (الأمين) لكان صواباً، ولفهم أنها ترجمة للأرض المقدسة في الحالة الأولى، والبلد الأمين في الحالة الثانية. كما أن ترجمته الكلمة دون توضيح المراد بها في ترجمته للآيات في مطلع كل من سورتي (المرسلات) و(الذاريات): عتم على القارئ المعنى تماماً.
إذاً لا يعتبر أسلوب الاقتضاب الأسلوب الأمثل في الترجمة دائماً. وحتى لو كان كذلك في الترجمة بشكل عام، فالأمر مختلف تماماً حينما نتحدث عن ترجمة معاني القرآن الكريم.
٨- أسلوب سد الفرج اللفظية:
... ينص هذا الأسلوب في نظرية الترجمة على قيام المترجم بإضافة كلمات وإشارات وضمائر وأسماء وأفعال يرى أنها غائبة في نص الترجمة وضرورية لتوضيح إشارة غامضة أو لتعويض كلمة (أو كلمات) ناقصة في لغة الهدف. إذاً في حالة النقص أو الغموض (النحوي/ القواعدي أو المعجمي/اللفظي) يقوم المترجم بإضافة لفظة أو أكثر لتعويض النقص أو إزالة الغموض.


الصفحة التالية
Icon