أما آربري الذي عنون ترجمته بـ )القرآن مفسراً(، فعلى النقيض من سيل اتبع أسلوب تفادى أي إضافات أو زيادات إلى درجة الإفراط. فقد تجنبها حتى في حالات الضرورة القصوى (كما مر معنا قبل قليل في ترجمته لسورة البلد إلى: land من دون أي تحديد أو وصف أو إشارة تميزها على أنها )البلد الحرام( حصراً؛ وكذلك ترجمته للنعت دون ذكر المنعوت في بداية كل من سورتي (المرسلات) و(الذاريات) يعتبر هذا الأسلوب كما أشرنا من قبل متميزاً في غير ترجمة القرآن الكريم. فإعجاز بلاغته تعجز أهل اللغة العربية، فكيف بغيرهم ممن لا يعرفونها؟ إن أسلوب ملء الفرج اللفظية في لغة الهدف أسلوب مستحسن في حالات الضرورة القصوى حتى لا تطول الترجمة ويكثر الحشو، وتتحول إلى شرح زائد لا حاجة لنا به، مما يضعفها ويقلل من احترام المترجم لقارئه الذي لا يعتبر جاهلاً بكل شيء.
٩- أسلوب التوضيح:
... اتسم أسلوب ترجمة سيل بالولع الشديد بالتوضيح داخل النص وخارجه من خلال التعليق والحواشي. وكان في كثير من الأحيان محقاً في ذلك نظراً للحاجة الماسة إلى هذا الأسلوب عند ترجمة معاني القرآن الكريم على وجه التحديد، وإلا شاب كثير من معاني الآيات والإشارات الغموض في فهم معانيها باللغة الإنجليزية. وقد ورد في الفقرة السابقة أمثلة على ذلك، وأن هذا الأسلوب ضروري في ترجمة معاني القرآن الكريم، لكن المترجم أفرط في ذلك فأفسد بعض ترجماته.