... أما آربري فقد اكتفى بالمتابعة الحرفية للنص الأصل وأن تكون بلغة سهلة واضحة ميسرة مقتضبة بقدر الإمكان. لكن فاته أن هذا غير كاف عند ترجمة معاني القرآن العظيم. إذ لا بد من توضيح إشارات مستترة كثيرة يصعب جداً على القارئ الإنجليزي أن يستنبطها بنفسه. نزيد على ما ورد من أمثلة فيما سبق ترجمته لسورة الطور بـ (الجبل): mount، وهي ترجمة عامة لا تشير إلى جبل الطور. وقد ترجم آربري (الطور) إلى ما يسمى في نظرية الترجمة بالمصنِّف، أو اللفظة المصنِّفة لها، وهي الكلمة المعرِّفة لمصطلح يحتمل الغرابة وشارحة له؛ بغية التعريف به تعريفاً عاماً، أهي مدينة، مثلاً، أم بحر، أم جبل، أم اسم علم، أم موقع، أم ساحة، أم ماذا؟ وتوضع بين قوسين: فتكون الترجمة الطبيعية (للطور) (جبل الطور): The Mount of ﷺ؟؟؟r.
١٠- ترجمات خاطئة:
... وردت أخطاء وهفوات عند المترجمين مردها سوء الفهم بشكل عام. ونبدأ بسيل فإنه لم يميِّز بين الفجر والصبح والفلق، فكلها عنده: daybreak، ومن أخطائه الفادحة أيضاً ترجمته للحروف المقطعة في بدايات بعض السور: (مثل: الم-الر- ن-كهيعص- طه- يس وغيرها)؛ إذ ترجمها إلى أحرف هجائية إنجليزية مقابلة، فأصبحت ألف لام ميم (إيه-إل-إم ِALM)، وألف لام راء (إيه-إل-آر ﷺLR)، ونون (إن N)، وكاف ها يا عين صاد (سي- إتش- واي- إيه- إس C-H-Y-A-S)) وطه (تي-إتش-T. H.) وياسين (واي-إس.Y. S) وكلها لا تمت بصلة إلى الأصل الذي يجب أن يكتب كما يقرأ، لا كما يهجأ.