مغالطاتها. وهذا ما ندعوه بالدقة العلمية التي تحلى بها شيخ الشباب وغيره من الباحثين الذين أنصفوا حتى الخصوم.
... فالأخطاء، إذاً أمر طبيعي عند كل المترجمين ومن طبائع البشر. أما المغالطات فأمر آخر مختلف تماماً تستوجب الوقوف عندها، كما في النقطة التالية.
١١- أسلوب المغالطات:
... وردت في ترجمة سيل مغالطات عدة جاء معظمها في التعليق والحواشي، لسببين رئيسين: الأول، إقحامه تفسيرات نصرانية أو إسرائيليات لبعض الأحداث مأخوذة من كتّاب إنجليز. أما الثاني: فيرجع إلى قلة المصادر التي استعان بها في ترجمته؛ إذ تكرر عنده ذكر ثلاثة أسماء فقط، وهي: البيضاوي، والزمخشري، وجلال الدين (أو ربما صاحب الجلالين!) (علماً أن هذه الأسماء وردت عند بكثول أيضاً كمراجع). والبيضاوي والزمخشري ليسا من الأسماء المشهورة في هذا المجال. يعني هذا أنه لم يتوسع كثيراً في قراءاته لمعاني القرآن الكريم وتفسيره. وأحسب أن من الصعب الحكم على هذه المغالطات ما إذا كانت مقصودة أم غير مقصودة. فالنية لا يعلم بها إلا الله عز وجل؛ إذ تتردد هذه المغالطات عند النصارى بشكل عام. ومهما كان المستشرق حيادياً أو موضوعياً فهو نصراني متأثر بنصرانيته بشكل أو بآخر، ودليل ذلك أنه بقي على نصرانيته، ولو أسلم لاختلف الأمر تماماً. وما بقاء سيل وآربري وغيرهما على دينهم بعد ترجمة معاني القرآن ودراستهم له إلا دليلٌ على غفلتهم عن حقيقته من جهة، ومن جهة أخرى تمسكهم بمعتقداتهم النصرانية التي أورد سيل بعضها، وعلى رأسها إشارته إلى أن القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم؛ علماً أنه ناقض إشارته هذه في مناسبات كثيرة في ترجمته وتعليقاته وتفسيراته. وفي تقديم الترجمة أكد السير إدوارد دينيسون روس (Sir ﷺ dward تعالىenison Ross) أن كل الدارسين للقرآن الكريم (ومنهم سيل طبعاً) يدركون أن النص الأصل للقرآن الكريم بالعربية لا يمكن أن يكون أبداً من كلام محمد صلى الله عليه


الصفحة التالية
Icon