... إن أسلوب القرآن من أوله لآخره أسلوب بلاغي إعجازي من دون استثناء، لذلك فشل المترجمان سيل وآربري كما فشل غيرهما من مترجميه إلى أي لغة كانت في محاولاتهم مجاراة هذا الأسلوب البلاغي. ولكي نتأكد من ذلك ما علينا إلا أن نطبق الترجمة العكسية للآيات بالإنجليزية ونردها إلى العربية حسب ما نفهمها بالإنجليزية بمعزل عن معرفتنا لها بالعربية. وهذا مثال مأخوذ من ترجمة آربري المعروف بضلوعه باللغة العربية، يقول في ترجمة قوله تعالى: ژ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ٹ ٹٹ ٹ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟ ؟ ؟ ؟ چ ژ [آل عمران: ١٥٩].
It was by some mercy of God that thou wast gentle to them: hadst thou been harsh and hard of heart; they would have scattered from about thee. So pardon them، and pray forgiveness for them، and take council with them in the affair، and when thou art resolved، put thy trust in God; Surely God Loves those who put their trust [in Him].
[الزيادة الأخيرة بين قوسين من إضافتنا نظراً لنقصها من الأصل]. لو حاولنا ترجمتها وفقاً لاختبار الترجمة العكسية إلى العربية مرة أخرى (ولاسيما ممن لا يحفظ الآية)؛ لخرجنا برواية ترجمة افتراضية كالتالي:
(لقد كنت برحمة من الله لطيفاً/مهذباً معهم؛ ولو كنت فظاً قاسي القلب، لتفرقوا من حولك. لذا اعف/اصفح عنهم/سامحهم وادع بالمغفرة لهم، واسألهم المشورة/وتشاور معهم في الشأن، وحينما تقرر/تعقد العزم، ضع ثقتك بالله، فالله بالتأكيد يحب أولئك الذين يثقون به).
... وهذا ليس بقرآن بالطبع. وشتان ما بين هذه الرواية والأصل، فهي كلام عادي لا يمت إلى بلاغة القرآن بصلة. تتمثل بلاغة الأسلوب القرآني في هذه الآية بالعناصر التالية:
البدء بالأسلوب البلاغي النحوي التوكيدي ژ پ ؟ ؟ ؟ژ
أسلوب التقديم والتأخير في قوله تعالى: ژ پ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ژ مقارنة بأسلوب: (لنت لهم برحمة من الله).


الصفحة التالية
Icon