ثانياً: الذريعة بأن التكرار ليس جزءاً من أسلوب اللغة الإنجليزية ادعاء يحتاج إلى مراجعة دقيقة. فأسلوب التكرار في كل مكان في اللغة الإنجليزية، ولا أدل على ذلك من اللغة الأدبية، الرواية والشعر بشكل خاص. وهذه من بدهيات اللغة سواء أكانت عربية أم إنجليزية أم أي لغة كانت حية أم ميتة، قديمة أم حديثة، فكيف بنا والحديث عن لغة القرآن؟ لذا يستحق الثناء كل من آربري وسيل وكل مترجم حافظ على التكرار في ترجمته لمعاني القرآن الكريم لما له من أهمية للمعنى، ولإدراكهم أن التكرار وظيفي ومحمل بالمضامين والمدلولات الأسلوبية، وإغفاله إغفال لهذه الوظائف والمضامين والمدلولات. فالأصل هو الأساس الذي نعمل عليه في الترجمة عادة، لاسيما إذا كان نصاً استثنائياً كالقرآن الكريم حيث كل شيء مهم وجزء لا يتجزأ من المعنى المراد، سواء أكان تكراراً أم غير ذلك. إذ لا يتصور أحد منا أن يغفل المترجم أسلوب التكرار في آيات كثيرة مثل: ژ ؟ * ؟ ؟ * ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [القارعة: ١ - ٣] ژ گ گ گ * ؟ ؟ ؟ ؟ژ [التكاثر: ٣، ٤] ژ چ چ چ ؟ ؟ * ؟ ؟ ؟ ؟ژ [العلق: ١ - ٢] ژ ؟ ؟ * ؟ ؟ ؟ ژ [النبأ: ٤، ٥] ژ ؟ پ پ پ * ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ * ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ * ٹ ٹ ٹ ٹ ؟ ژ [الكافرون: ٢ - ٥] ژ ے * ؟ ؟ * ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الحاقة: ١ - ٣]. ژ ھ ھ ھ ھ ژ [الرحمن: ١٣] (مكررة ٣٣ مرة في سورة الرحمن)، وغيرها كثير. فالبلاغة بينة واضحة في هذه الأمثلة وغيرها في القرآن العظيم.
١٣- أسلوب التوكيد:
حاول المترجمان، سيل وآربري، ما في وسعهما نقل أسلوب التوكيد في القرآن الكريم، فأفلحا أحياناً، وأخفقا أحياناً أخرى، كما يوضح الاستعراض التالي لبعض أساليب التوكيد القرآني:
أسلوب التكرار: كان المترجمان حريصين على نقله كما هو، مع أرجحية لآربري في حرصه على ذلك. والأمثلة عديدة بعدد حالات التكرار في الأصل تقريباً.


الصفحة التالية
Icon