أيضاً فات المترجمين أسلوب التوكيد بلام (لقد) قبل الفعل الماضي، فإذا دخلت عليها اللام أصبحت أشد توكيداً. مثال ذلك قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الأحزاب: ٢١]. كلا المترجَمين لم يستخدم كلمة توكيدية تدل على أسلوب التوكيد في (لقد). حتى (قد) قبل الفعل الماضي توكيدية أيضاً، لذا أخذها المترجمان أحياناً بعين الاعتباركما فعل آربري في ترجمته لها في قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الأنعام: ٣١] فترجمها بـ: indeed، لكنه لم يترجمها في قوله تعالى: ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [الأنعام: ٥٦]، ولا في قوله تعالى ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ پ پ پ ژ [المجادلة: ١]. أما سيل فأظهر توكيد (قد) في الآية الأولى من خلال أسلوب التقديم والتأخير في العبارات الفعلية للجملة بطريقة تلفت الانتباه لمضمون التوكيد. فقال: They are lost who reject the meeting of God، فقدم العبارة الموسومة بخط بدلاً عن النسق الطبيعي للعبارة، وهو: Those who reject the meeting of God are lost، كما حاول إبراز التوكيد بطريقة مشابهة في ترجمته للآية الثانية باستخدامه أسلوب القلب المتمثل بتبديل موقعي الفاعل والفعل في الجملة/العبارة الفعلية الإنجليزية على النحو التالي: for then should I err، بدلاً عن: I should، أيضاً استطاع أن يعبر عن التوكيد في ترجمته للآية التالية من خلال الأسلوب نفسه وإضافة الظرف الدال على زمن حدوث الفعل: now أي الآن: Now hath God heard the speech of her husband، لكنه ارتكب خطأ فادحاً في إسقاطه لـ (التي تجادلك) من ترجمته ربما لسوء فهمه لها. والصحيح أن يقول:
Now hath God heard the speech of the woman who disputes with you about her husband.
... نستنتج مما سبق أن أسلوب التوكيد حاضر دائماً في لغة القرآن الكريم بأوجه وأشكال وأدوات مختلفة، علم بعضها المترجمان فترجماها، وجهلا بعضها الآخر فلم يترجماها، فحصل قصور في المعنى والبلاغة في نص الترجمة الإنجليزية.


الصفحة التالية
Icon