... أما عن أفضل طريقة ترجمة تمكن المترجم من بلوغ ترجمة غاية في الدقة فهي الترجمة الحرفية لمعنى الكلمات في سياقها، بقواعد اللغة الهدف، لا الترجمة كلمة بكلمة من دون مراعاة المعنى السياقي لها. لا شك أن الترجمة الحرفية تتضمن مما تتضمن متابعة دقيقة للكلمات ومعانيها في سياقها على أن تصاغ بقواعد صحيحة وفقاً لمعايير اللغة المترجم إليها. وحينما تكون قواعد اللغتين ومعاييرهما متطابقة، فلا داعي للتغيير. أما إذا حصل اختلاف في ذلك فترجح كفة اللغة الهدف حفاظاً على سلامة اللغة وقواعدها وتجنباً للركاكة. ينبغي التنويه هنا بأن تساوي عدد الكلمات في اللغتين غير وارد وغير مطروح أصلاً. بل قد ينقص العدد في اللغة الهدف عن الأصل أو يزيد. ليس هذا مهماً، بل المهم التعبير عن المعنى بالدقة المطلوبة، مثال ذلك ترجمة سيل للآية الكريمة ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ ژ ڑ ژ [مريم: ٨٣]
Dost thou not see that we send the devils against the infidel، to incite them to call down destruction upon them.
نستطيع أن نرى بسهولة الفرق الكبير في عدد الكلمات بين الأصل والترجمة.
... أحياناً قد لا يوجد في اللغة الهدف كلمة واحدة كمرادف للكلمة الأصل، كما ورد معنا في أمثلة سابقة مثل: (هيت لك - همت به- هم بها-والنازعات-والناشطات- والسابحات- والمرسلات- والسابقات، وغيرها). يضاف إليها آلاف الكلمات في القرآن الكريم التي لا يوجد لها مرداف كلمة-بكلمة في الإنجليزية، وعلى رأسها المصطلحات الإسلامية الأساسية كالصلاة والزكاة والصوم والجهاد والركعات وغيرها(١). فليس لبلاغته نظير كما هو معلوم. إذاً المقصود بالترادف ليس ترادف الكلمات بعددها، بل ترادف الكلمات بمعانيها، أي إن الترادف ترادف المعنى لا الكلمات.

(١) لمزيد من التفاصيل راجع غزالة (٢٠٠٢).


الصفحة التالية
Icon