... هناك نقطتان ينبغي إثارتهما هنا والتفريق بينهما. الأولى: يضيف المترجم أحياناً كلمة أو كلمات شارحة تستدعي الدقة إضافتها، كإضافة (الريح) عند ترجمة (والمرسلات) وإضافة (الملائكة) عند نقل (والنازعات) (راجع المناقشة السابقة). وهذه إضافة ضرورية على المترجم التنبه لها. فغيابها -كما في ترجمة آربري- يؤول إلى غموض، وفي الوقت نفسه، الخطأ فيها -كما في ترجمة سيل-انحراف عن المعنى المقصود.
النقطة الثانية: الإغراق في الشرح والتفصيل داخل نص الترجمة حشو وربما خروج عن النص الأصل يُلحق الضرر بالدقة، ويضر بالترجمة. مثال ذلك ما فعل سيل مرات ومرات بهدف الإيضاح فأفرط. يقول في ترجمته لمعاني قوله تعالى في سورة مريم (وضع خط تحت الزيادات)
١- ژ ک ک ک ژ [مريم: ٨٤]
Wherefore be not in haste to call down destruction upon them.
٢- ژ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ژ [مريم: ٨٥]
On a certain day we will assemble the pious before the merciful in an honourable manner as ambassadors come into the presence of a prince.
٣- ژ ں ں ؟ ؟ ؟ ژ [مريم: ٨٦]
…but we will drive the wicked into hell، as cattle are driven to water.
خرجت هذه الشروحات والزيادات في متن النص عن المألوف وتعدت حدود الدقة المعهودة؛ لتصبح تفسيراً شخصياً من المترجم لهاتين الصورتين المغايرتين لإدخال المتقين الجنة وإدخال المجرمين النار. وهذا غير مقبول. أما لو كانت هذه الشروحات في حاشية فالأمر مختلف، وتصبح آنئذ مقبولة ومسوَّغة.


الصفحة التالية
Icon