... كان آربري على نحو عام أدق من سيل في هذا الصدد، لكن ليس دائماً. يقودنا المثال الأخير إلى الدقة في القواعد. فتارة تميل الكفة إلى آربري، كما في ترجمته للفظة (بكياً) إلى صيغة اسم الفاعل: weeping، التي هي في نفس الوقت صيغة استمرار الفعل متزامناً مع الفعل الذي قبله أو الذي يليه مباشرة متصلاً به. وهذا هو المعنى المقصود في النص القرآني، أي (خروا سجداً ويبكون وهم ساجدون). أما سيل فترجمها إلى فعل ماض مسبوق بحرف العطف: and wept، والذي يتضمن معنى انفصاله عن الفعل الذي سبقه (أي السجود)، ولا يتضمن الاتصال به أو التزامن معه، بمعنى: )سجدوا ثم بكوا(. وليس هذا المراد من الآية بدقة. لكن سيل في مثال آخر كان أدق لفظاً وقواعداً حينما ترجم )أضاعوا( في قوله تعالى ژ ھ ھ ژ [مريم: ٥٩] بـ: wasted، في الزمن الماضي كما هي إشارة القرآن الدقيقة. أيضاً هي المرادف الدقيق للأصل العربي، وليست: neglect أي يتجاهل، التي استخدمها آربري، وفي الزمن المضارع الذي يخالف الماضي في الأصل.
... من جهة أخرى، أقحم آربري صيغة السؤال من غير ما ضرورة في عدة أماكن من ترجمته، ولاسيما أداة الاستفهام: what أي ماذا. فابتدأ بها في الآية الكريمة: ژ ہ ہ ہ ھ ھ ژ [مريم: ٤٦] فقال: What؟ ﷺrt thou shrinking from my gods، ﷺbraham؟، (أضاف أداة الاستفهام في آيات أخرى في السورة نفسها، ومن قبل في سورة البقرة وغيرها دونما ضرورة)، لكنه أصاب باستخدام زمن المضارع المستمر في الإنجليزية فكان دقيقاً هنا. أما سيل فتجنب مثل هذه الإضافات، فترجم الآية نفسها إلى: تعالىost thou reject my gods، O ﷺbraham؟، لكنه جانب الصواب بترجمته الفعل إلى الزمن المضارع البسيط في الإنجليزية، وهذا غير دقيق.
من ناحية أخرى، اختلف المترجمان في زمن الفعل في ترجمة العبارات التالية:
سيل:...
(أفرأيت): Hast thou seen him
(ألم تر): تعالىost thou not see
(أرأيت): What thinkest thou؟


الصفحة التالية
Icon