... أما آربري فاختار صيغة النظم الشعري لتصميم الشكل العام لنص ترجمته، واختار تقسيم الآيات في مجموعات وأنماط نسقية لا تعتمد رقم الآية. وكلا الأمرين غير مقبول كما أشرنا من قبل. لذلك تحتاج كلتا الترجمتين إلى تعديل في الشكل العام؛ ليكون شكلاً عادياً يعتمد رقم الآية والفصل بين الآية والأخرى بطريقة ما، مع مقابلة كل آية أو إتباعها أو سبْقها بالآية القرآنية باللغة العربية الأصل، كما اقترح ساب(٢٠٠٢م) وغيره بشأن نص ترجمة آربري.
ترجمة سيل مفصلة وموضحة داخل متن النص ومن خلال التعليق والحواشي؛ مما أثرى الترجمة ووضح كثيراً من الغموض الذي وقع فيه نص آربري الذي اعتمد الاقتضاب واستخدام أقل عدد ممكن من الكلمات. الاقتضاب أسلوب ضعيف في ترجمة القرآن الكريم؛ لأن الحاجة ماسة أحياناً لتوضيح المقصود من الضمير أو الإشارة الواردة، منها على سبيل المثال اسم الإشارة: Those، الذي استخدمه آربري في مطلع سورتي المرسلات والذاريات ترجمة للصفات دون ذكر موصوفاتها. فلن يعرف القارئ الإنجليزي ما المقصود بها. ولا بد من توضيحها في حالات كهذه. لكن آربري حاول أن ينفذ بجلده بهذه الترجمة المقتضبة فلم يفلح لأنها غامضة ولن يتسنى لقارئه معرفة الإشارة إلى الملائكة أحياناً وإلى الرياح أحياناً أخرى. كان سيل أفضل في هذا الجانب فوضح وشرح وعلق، وإن أخطأ أحياناً. لكن مبدأه في ترجمته صحيح. فالقرآن مليء بالإشارات والضمائر والفرج اللفظية التي تحتاج إلى شرح وتفسير وتوضيح بطريقة ما يختارها المترجم، وإلا ما فهم قارئ الترجمة المقصود.


الصفحة التالية
Icon