تبنى آربري أسلوب الترجمة الحرفية، أي المتابعة الحرفية للكلمات والعبارات والجمل والعبارات الفعلية والصور البلاغية بقدر ما يستطيع، بعبارة أخرى التزم بالنص الأصل وحاول أن يخرج بترجمة متميزة، ولكنه أقر في آخر سطرين من تقديمه لترجمته أنها)صدى باهت للأصل العظيم ليس إلا) ( (poor echo though it is of the glorious original. وهذا اعتراف يجب أن نسجله لآربري بحروف ناصعة.
... أما سيل فتبنى أسلوب الترجمة الحرفية مع الشرح والتوضيح، فأجاد الاختيار، وكاد أن يتفوق على غيره من المترجمين المستشرقين لولا أنه أطال أحياناً، وخرج عن النص أحياناً، وتدخَّل في الشرح دونما ضرورة أحياناً أخرى، وعلق تعليقات فيها ما فيها من المغالطات، علماً أنه والمقدم لترجمته السير دينيسون روس كانا في النهاية جازمَين أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون إلا وحياً من الله تعالى عز وجل(راجع فقرة المغالطات).
ارتكب آربري أخطاء في الترجمة كما ارتكب سيل، لكن مغالطات سيل كانت أكثر، بل إن ترجمة آربري تكاد تخلو من مغالطات كبيرة مقصودة.
توخى المترجمان الدقة، كل بطريقته؛ إذ كان آربري حريصاً على ألا تفلت منه كلمة في الأصل، وألا يزيد أو ينقص شيئاً. أما سيل فكان حريصاً على ألا يترك كلمة غامضة، فشرح وفسر وفصّل. لكنه كما ذكرنا من قبل يعاب عليه الإطالة والحشو والخروج على النص والتعليقات الشخصية غير الضرورية. أما من حيث الدقة في اختيار اللفظة المرادفة المناسبة للأصل، فكان آربري أمهر من سيل في هذا. أما سيل فكان أمهر من آربري في التبسيط والتبيين لدقائق المعنى وإيصاله بوضوح وسهولة إلى القارئ الإنجليزي.


الصفحة التالية
Icon