كلا المترجمين مُقِلّ في استخدام المراجع؛ إذ لم يذكر آربري مرجعاً بعينه عاد إليه في ترجمته، أو جهة إسلامية معينة أطلعها على ترجمته قبل نشرها، كما فعل المترجمون المسلمون من أمثال بكثول ويوسف علي، والهلالي وخان، وغيرهم. أما سيل فذكر ثلاثة مراجع إسلامية غير مشهورة وردت في حواشيه، وتعليقاته، وهي لكل من البيضاوي والزمخشري وجلال الدين(أو ربما صاحب الجلالين). لكن دينيسون روس في تقديمه لترجمة سيل يعتقد أن سيل لم يستخدم سوى تفسير البيضاوي (الذي ذكره بكثول في قائمة مراجعه، كما ذكر الزمخشري أيضاً)، بل أورد شواهد ومقارنات من الإنجيل والنصرانية والتوراة والإسرائيليات في محاولة منه ربما للتوفيق أحياناً، أو لإظهار الفرق أحياناً أخرى، أو لنفي أمر مرة أو تأكيده مرة أخرى، أو لمقارنة روايتين عن حادثة واحدة والخروج برأي شخصي وصل إليه فسجله في ختام التعليق. والنية لا يعلم بها إلا الله سبحانه. لكن أكثر تعليقاته وحواشيه، وللإنصاف، وردت في كتب السنة الصحيحة، رواها من دون زيادة ولا نقصان بتفاصيلها الأساسية، يستثنى منها طبعاً المغالطات التي أشير إليها من قبل.
كان سيل محقاً في عدم سعيه إلى إنتاج أي من السمات الصوتية والفواصل المتناسبة والمحسنات البديعة في ترجمته؛ لاستحالتها أولاً، ولتطلبها التضحية بالدقة في المعنى ثانياً، وهذا غير مقبول. أما آربري فلم يكن مصيباً في محاولته تقليد الأصل العربي في بعض أصواته وفواصله وبديعه، لا في شكل النص وتنضيده ولا في متنه ونهايات سطوره؛ فقد أضاع جهوده دون طائل؛ لأن الأمر غير وارد من أساسه.
...
المراجع العربية
الإبداع والإتباع في ترجمات القرآن الكريم إلى اللغات الأوربية، عمر شيخ الشباب، ندوة تعميم التعريب وتطوير الترجمة: جامعة الملك سعود-الرياض(١٤١٩)