... صحيح أن سيل استخدم كثيراً من الكلمات التي تعود إلى تلك الحقبة من اللغة الإنجليزية، لكن آربري الذي أخذ عليه هذا لم تخل ترجمته من كثير من هذه الكلمات، والفرق بينهما في الكم فقط. من ناحية أخرى، ربما يعتبر استعمال كلمات إنجليزية غير معاصرة معيقاً للفهم، إلا أنه دليل على استخدام لغة رفيعة المستوى تليق بلغة القرآن العظيم. وهذه وجهة نظر تستحق الوقوف عندها، علماً أن عبد الله يوسف علي ومحمد بيكثول استخدما مفردات مشابهة أيضاً، وللسبب نفسه.
٣- أسلوب التبجيل:
... تفاوت المترجمان في استخدامهما لأسلوب التبجيل تبعاً للأصل ولو في بعض الأحيان على أقل تقدير. فتارة يتفوق سيل على آربري، مثال: ژ؟ ؟ ؟ ژ [آل عمران: ٤٠]، ترجمها سيل إلى:when old age has overtaken me، بينما ترجمها آربري إلى: seeing I am an old man. وتارة أخرى يتفوق آربري على سيل، مثال : ژ ؟ ؟ ؟ژ [مريم: ١٦]: ترجمها آربري إلى: make commemoration، لكن سيل قال: remember. وتارة ثالثة يتساويان في الميزان كقول آربري في ترجمة
ژ ؟ ؟ژ [البقرة: ٢٦]: strike a similitude وقول سيل: propound a parable، وكلتاهما جيدة، وفي أكثر الأحيان يتطابقان تماماً في الترجمة، والأمثلة كثيرة. أيضاً يتساويان أحياناً في الضعف كترجمتهما لكلمة )يعبد( إلى: serve. بشكل عام التقى المترجمان في ترجماتهما التبجيلية أكثر مما اختلفا مع أرجحية لآربري، وبخاصة فيما يتعلق بلفظ الجلالة (الله) (God) والإشارات والضمائر العائدة إليه، حيث يستخدم آربري الحرف الكبير للضمير العائد للفظ الجلالة، بينما لا يفعل ذلك سيل. وهذه نقطة غاية في الأهمية. فالتبجيل يحصل في التهجئة بالإنجليزية، كما هو في الترجمة واختيار الألفاظ المناسبة. لكن سيل من جهة أخرى يكتب لفظ الجلالة (GOD) ولفظة (رب) LORتعالى بحروف كبيرة دائماً إعلاء لشأنهما.
٤- أسلوب الاحتشام: