فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون }(١).
والله تعالى القاضي في الأمور كلها، فهو: الحكيم، بمعنى.. الحاكم.
ومن أسمائه تعالى : الحَكَم، وهو بمعنى.. الحاكم أيضاً.
وحَكُم : صار.. حكيماً، أي.. مُحكماً.
والمُحْكَم : المُتْقَنْ.. المضبوط في كل أمر.
والحكيم : من أسمائه تعالى، إن كان مأخوذاً من.. الحِكمة، فيكون بمعنى المتقن لكل الأمور، والمباشر لها بما يناسبها.
والحكمة : مصدر بمعنى.. العلم الذي يرفع الإنسان عن فعل القبيح، ومن القُبح.. الجهل، فهي مانعة منه، يقول تعالى :
﴿ يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا... ﴾(٢).
وأصلها مأخوذ من : الحَكَمة، وهي.. الحديدة التي تكون في فم الفرس، ويتصل بها العذاران، وتمسك فم الفرس وحِنكه، فيوجهه الفارس أنى شاء.
والحكمة في الاصطلاح هي : وضع الشيء في محله، ومنه.. منع الظلم.. ومنع الجهل.. وإتقان العمل وإحكامه.. فهي تمنع القبح وفعله.. ولذلك كانت السن النبوية المطهرة [ حكمة ].. يقول تعالى :
﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ﴾(٣).
وقيل هي : علم الشريعة بعامة، فما يستفيدوه من علم فهو.. حكمة، وهو – لا شك – نافع فهو : حكمة.
وسمي كل من : الفيلسوف.. والطبيب.. حكيماً.
بل سمي بها : كل ذي حكمةٍ، يضع الأمور نصابها، ويتقن أموره، ويستفيد مما حوله مما هو أهل له، فقد يلقي الكلمة الحكيمة من ليس لها بأهل فيلتقطها الحكيم.. ولهذا قال الرسول - ﷺ - :
﴿ الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها التقطها ﴾.
بل قال - عليه السلام - :﴿ إنّ من الشعر لحكمةً، وإن من البيان لسحرا ﴾.
وفي رواية :﴿ إنّ من البيان حِكَماً ﴾.
(٢) البقرة / ٢٦٩.
(٣) الجمعة / ٢.