وقد وُصف القرآن - بالحكيم -.. في قوله تعالى :
﴿ ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ﴾(١).
وقوله تعالى :﴿ ؟ الر تلك آيات الكتاب الحكيم ﴾(٢).
وفي أوائل سورة يس :﴿ يس ( والقرآن الحكيم ( إنك لمن المرسلين ﴾(٣). ويقول تعالى :
؟؟ ﴿ حم ( والكتاب المبين ( إنّا جعلناه قرآناّ عربياً لعلكم تعقلون ( وإنه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم ﴾(٤).
فالحكيم صفة للقرآن.. لأنه : المحكم المتقن نظمُهُ.. أو : الممنوع من الباطل.. أو صاحب الحكمة.
وعلى الأخير، يكون معناه : تشبيه القرآن بناطقٍ بالحكمة – مع أنه منطوق -، تنزيلاً للسبب منزلة المُسَبَب، وأسند للمُسَبَب ما هو مسنود للسبب.. فالله هو السبب، وهو : الناطق بالحكمة القرآنية لأنه.. لفظه.. وخطابه.. وكلامه، فيوصف هو بالحكمة لا نطقه، فهو إما.. إسناد مجازي، أو.. تشبيه في استعارةٍ مكنيةٍ تخيلية، بان شبّه القرآن بناطق الحكمة، وأثبت له الوصف [ الحكيم ] تخييلاً !!.
وإذا كانت الحكمة : هي وضع الشيء في محله، والعلم النافع، وهي السداد، وهي التسديد، ومعرفة النفس مالها وما عليها.. فإن الإفراط فيها.. هو :- الجربزة -، وهي مذمومة.
والتقصير عنها هو :- الغباوة -، وهي مذمومة أيضاً.. فاحفظ هذا ولا تضيِّعه.
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الخامس
المجيد.. !!
يقول تعالى :﴿ ق والقرآن المجيد ﴾(٥).
يقسم الله تعالى.. بقاف، و.. بالقرآن، الذي وصفه بالمجيد.
والمجيد : اسم مفعول على وزن.. فعيل، بمعنى.. فاعل، أي.. ماجد، وقد أنكر ابن هشام أن يأتي وزن - فعيل - على معنى - فاعل -، ولكننا نرده بأن.. _ شهيد - تأتي بمعنى.. - شاهد -، فينخرم ما يقول به، يقول تعالى: ﴿ واستشهدوا شهيدين من رجالكم.. ﴾(٦)
(٢) يونس / ١.
(٣) يس / ١ إلى ٣.
(٤) الزخرف / ١ إلى ٤.
(٥) ق / ١.
(٦) البقرة / ٢٨٢.