أي : القرآن هو ذو المجد والشرف، والمعروف أنَّ الذات الإلهية وصفت بالمجد، فوصف كلامه ليس ببعيد، من الإسناد للمسبب ما هو مسنود للسبب.
ولا يخفى أنَّ شرف القرآن هو بالنسبة لسائر الكتب السماوية، وأما شرفه على غير الإلهية ظاهر.
فشرفه على الكتب الإلهية : فلإعجازه.. وكونه غير منسوخ بغيره.. بل هو ناسخ لغيره.. ولاشتماله – مع إيجازه – على أسرار يضيق كل واحد منها عنها.
وقال الراغب الأصبهاني : المجد.. السعة في الكرم، وأصله مَجَدتِ الإبل، إذا وقعت في مرعى كثير واسع. ووصف القرآن به، لأنه :
أولاً – لكثرة ما يتضمنه من المكارم الدنيوية والأخروية.
وثانياً – لأنه كلام الله المجيد، فهو وصف بصفة قائلة.
وثالثاً – ولا بد من علم معانيه، وعمل بما فيه مجد عنه الله تعالى وعند الناس، فالكلام بتقدير مضاف حذف فارتفع الضمير المضاف إليه
ورابعاً – ووزن [ فعيل ] يأتي بمعنى [ مَفعَل ]، كبديع بمعنى مُبدَعَ. فهو المجيد بمعنى الممَجَّد.
فتعالى الله بذاته، وشرفت به كلماته، ومَجُدت به آياته، وهو القويّ العزيز، المجيد.. ذو القول المجيد.
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم السادس
الكتاب..!!
لقد ورد اسم – الكتاب – في القرآن الكريم مائتان وثلاثون مرَّة، فأطلق فيه على : كتاب الله المنزَّل على محمد عليه السلام، والمنزَّل على الأنبياء الآخرين، وأطلق على معانٍ أخرى غير ما تقدم.. !.
ويقول تعالى :﴿ آلم ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين ﴾(١)
ويقول تعالى :﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم الكتاب والحكمة.. ﴾(٢)
*******
لقد ورد اسم [ الكتاب ] في القرآن الكريم مائتان وثلاثون مرة، وأطلق فيه على كلام الله المنّزل على محمد [ ص ]، وعلى الأنبياء الآخرين، كما أطلق على معانٍ أخرى أيضاً.
(٢) الجمعة / ٢.