يقول تعالى :﴿ آلم ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين ﴾(١).
ويقول تعالى :﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.. ﴾(٢).
وتسمية القرآن بالكتاب في مواضع متعددة من القرآن الكريم نفسه، أمر لا مرية فيه.. فما الكتاب ؟.
*******
الكتاب : اسم مصدر من.. كتب.. يكتب.. كتابةً، وكتاباً.
ويطلق الكتاب في اللغة على : مطلق الجمع.. وعلى الغرض.. وعلى الحكم.. وعلى التقدير.. وعلى القضاء.. وعلى الإثبات.. وعلى الثبوت.. وعلى الرسالة.. وعلى الصحف المجموعة.. وعلى ما يكتب - أي : المكتوب -.. وعلى الأجل.
والجمع :[ الكتيبة ].. فهي المجموعة، وهي بعض الجيش.
ومن الجمع : سميت [ الخرزات ] كتاباً، لجمع بعضها على بعض.
يقول تعالى :﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادُّون من جادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه.. ﴾(٣)
ومن الجمع : تسمية القرآن كتاباً، لأنه مجموع.. ومنه قوله تعالى :
﴿ وقالوا أساطثير الأولين اكتتبها فهي تُملى عليه بُكرةً وأصيلا ﴾(٤)
أما إطلاقه على.. الفرض، فمنه قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين قبلكم لعلكم تتقون ﴾(٥).. ومثلها كثير.
أما إطلاق الكتاب على : الحكم.. والتقدير.. والقضاء.. والثبوت، فمنه قوله تعالى :﴿ قل لن يُصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا.. ﴾(٦)، أي : إلاّ ما حكم وقضى.. أو ثبت.. وقدر.
أما إطلاق الكتاب على لسان بلقيس :﴿ قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم، إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، ألا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين ﴾(٧).
(٢) الجمعة / ٢.
(٣) المجادلة / ٣٨.
(٤) الفرقان / ٥.
(٥) البقرة / ١٨٣.
(٦) التوبة / ٥١.
(٧) النمل / ٢٩ إلى ٣١.