والذِكر.. يتعدى إلى مفعوله.. بعن، أو.. اللام، أو.. على
يقول تعالى : ؟ ﴿ ؟؟فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا... ﴾(١).
أي : اذكروا الله [ على ] هيئة ذكركم لآبائكم، أو أشد ذكرا.
وتقول : ذكرهُ على عجل.. أي بلسانه.
أما : إذا تعدى بغير - على -، دلّ على الذكر القلبي..
يقول تعالى :﴿ والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفُسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يفغر الذنوب إلا الله ولم يُصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ﴾(٢).
وتقول : ذكرت فلاناً.. أي بالقلب.
والذكرى : مصدر بمعنى.. الذكر.. يقول تعالى :
" كتاب أُنزل إليك فلا يَكن في صدرك حرج منه لتُنذِرَ بِهِ وذكرى للمؤمنين }(٣).
فالذكر.. والذكرى، يطلقان على :
١. إحضار الشيء في الذهن، بحيث لا يغيب عنه، وهو ضد النسيان، وقد يسمى.. الذُكر.
٢. وإما.. هو التلفظ بالشيء.
والفارق بينهما بالحرف الذي يتعدى به المصدر.
والذكر في معناه الأول قد يدل على معنى التفكر، وهو التأمل.
*******
والفكر : اسم من التفكُر، وهو لمعنيين :
١. إما : القوة المودّعة في الدماغ.
٢. وإما : أثرها، وهي ترتيب أمور الذهن التي يتوصل بها إلى مطلوب يكوِّن علماً.
وقوله - ﷺ - :﴿ تُفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة ﴾، ففيه توجيهان : ١. قول الإمام الرازي في توجيهه : إن التفكر يوصل إلى ذات الله، والعبادة توصلك إلي ثوابه، وما يوصلك إليه، خير مما يوصلك إلي غيره !!.
٢. أنَّ التفكر عمل القلب، والعبادة عمل الجوارح.. والأول أفضل. وعمل القلب - في حالته تلك – أفضل من عمل الجوارح، إلاّ ما خصّ الله بطلب ذكره باللسان، كقوله تعالى :﴿ واذكر اسم ربِك بكرةً وأصيلا ﴾(٤).
ويقول ابن القيم - رضي الله عنه - : اذكره بقلبك ولسانك.. فتنبه !!.
*******
(٢) آل عمران / ١٣٥.
(٣) الأعراف / ٢.
(٤) الإنسان / ٢٥.