ولا يرتاب موحِّدٌ بأنَّه بحرٌ لا تُكدِّره الدِلاء، ولا ينضب منه ولا فيه العطاء، فأبوابه جمَّةٌ، ومواضيعه – لا شككت – جدُّ مهمة، وهي تتنوع تنوُّعاً أوفى الكلام فيه المتصدون لما في القرآن من علوم، ولا يستوفيها حتى الراسخون المتنوعون في أنواع الفهوم.. ولهذا قد يُضيف المتأخر على ما أتى به المتقدِّم، فلا يحوز كلَّ الدر مهرة الغوَّاصين من بحرٍ متلاطم، ولله درُّ من قال :[ كم ترك الأول للآخِر ]، ولا يحرم إلهنا – وحاشاه - من تأخر ولو من بعض المفاخر !.
ولعلَّ من مننه - عز وجل - عليَّ – وهي لا تُحصى ولا تُستقصى – أن جعلني بمنِّه متصدياً لتتبع أسماء كتابه في ثنايا كتابه، فأينع ينع القلب – بفضله – وأمرع بعد يبابه، "... قل إنَّ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليم "(١)، و " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "(٢).
فمن فضله - جل جلاله - عليَّ أنّني هُديت للكتابة عن [ أسماء القرآن في القرآن ] إذ لم أرَ أحداً طرقه، والإعادة - في بعض الأحيان - تقع على الرأس كالمطرقة، فجعلت ما كتبت [ ثلاثين ] إسماً، لكون هذه لمواضيع في أصلها أحاديث ألقيت من دار الإذاعة في رمضان لسنتين متتاليتين، ثم وفَّق الله - عز وجل - لجمعها كتاباً..
وأدعوه أن يجعلنا ممن يأخذ كتابه بيمينه، وممن يحضى بأمنه بشفاعة أمينه، وأن يجعلنا ممن يبرُّ بيمينه، في أن نبقى – بعونه – مستقيمين على خدمة دينه، وأن نكون ممن أمنيته لقاء لربِّه في دعواه وحنينه، وتأوُّهه وأنينه.. والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الدكتور
محمد محروس المدرس الأعظمي
الأعظميَّة – ٣١٤ / ٨٨ / ٤١.
هاتف الدار – ٤٢٢٥٢٥٣ و ٤٢٢٨٦٦٩.
هاتف المدرسة الوفائيَّة الدينيَّة – ٨٨٧٩٧٢٣.
الإسم الأول
القرآن.. !!
(٢) الحديد / ٢١.