يقول تعالى :﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناسِ وبيناتٍ من الهدى والفرقان ﴾(١).
ولفظ القرآن أشهر من أن يشار لمواضع وروده في آياته وسوره. ولم يسمَ به كتابٌ آخر، كلفظ الجلالة - الله - لم يسمَّ به أحد من البشر.
وقال الإمام الشافعي - رضي الله عنه - عن هذه اللفظة : إنَّها اسم غير مشتق، وتقرأ بالتسهيل.. [ القُرَآن ] – هكذا قال في الرسالة - رضي الله عنه -.
وقال آخرون : هو مشتق، فالقرآن... مصدر من الفعل الماضي [ قرأ ].. وهذا المصدر أصبح اسماً علماً على : كلام الله المنزل على نبيه محمد - ﷺ - بلفظه ومعناه، المتلو، والمتعبد بتلاوته، والمحفوظ في المصاحف والصدور، والمنقول إلينا نقلاً متواتراً بلا شبهه.
على أنَّ اتِّخاذ المصدر اسماً علماً ليس بمستغرب في لغة العرب، وإن ارتبت فدونك : رَعد، ووَعد، وسَعد، وتغريد، سداد.. الخ.
وقرأ - في لغة العرب – لها معنيان :
الأول / قرأ : بمعنى تلاوة وتلفظ الحروف المرسومة، والنطق بها على هيئتها التي كتبت بها. وقد تطلق على مجرد التلاوة من الحافظة.
الثاني / قرأ : بمعنى جمع، وضم شيئاً إلى شئ آخر.
فعلى المعنى الأول.. القرآن هو كذلك، فهو : المقروء المتلو آناء الليل وأطراف النهار، في أشرف البقاع.. المساجد، ومعاهد العلم.
وقد قال جبريل - عليه السلام -.. لنبينا - ﷺ - : إقرأ. في أول خطاب نقله من الله إلى رسوله، وخيرته من خلقه.
فالقراءة أشرف التكاليف، وأحسن الأوصاف للإنسان، وحري أن يوصف عند تعريفه بالحدّ – على رأي المناطقة – بأنه : حيوان قارئ. بدلاً من : ضاحك، وناطق. فالقراءة أشرف أوصافه، ولا يشترك معه بها غيره، فهي وصفٌ ذاتي.