فسيقال : إنَّ هذا الشرف إذا كان الكلام عن : غير الله - عز وجل -.. أو غير القرآن.. أو إذا خلا الكلام عن قرينةٍ إرادة العكس، بحيث يكون العظيم أشرف من الكبير..
يقول الراغب : إن أصل عَظُم الرجل، إذا كبُر عَظمه، ثم استعير لكل كبير، وأجري مجراه محسوساً.. أو معقولاً، معنىً كان.. أم عيناً.
والعظيم : اذا استعمل في الأعيان، فأصله أن يقال في الأجزاء المتصلة، والكبير يقال في.. المنفصلة.
وقد يطلق العظيم على ما يطلق عليه الكبير، فنقول : جيش عظيم.. أي كبير، وهو أجزاء منفصلة.
والعذاب العظيم : الذي لا يتخلله فتور، فهو أعظم من عذابٍ دونه يتخلله الفتور.
*******
فالقرآن العظيم : هو فوق الكبير، وهو.. الشريف العالي معنىً، الذي لا يعلو عليه كلام آخر.. وهو المعظّم في نفسه.. العظيم في نظر الآخرين.. الذي ينكص عند أعتابه من يرومون شموخه وإعجازه.
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم العاشر
النور.. !!
يقول تعالى :﴿ يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربّكم وأنزلنا إليكم نوراً مبينا ( فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه و فضلٍ ويَهديِهم إليه صراطاً مستقيماً ﴾(١).
النور : مصدر من.. نَار الثلاثي، و.. أنار الرباعي، ومضارع الأول يَنير، ومضارع الثاني يُنير.
والنور : الضوء وسطوعه، أو.. ما يُبيّن الأشياء، ويُري الأبصار حقيقتها.
والنيّر : المضيء، أو.. الحسن اللون المُشرق.
والمنير : مرسِل النور، أو.. الواضح البيّن.
والمنارة : الشمعة ذات السراج.. والمأذنة.. وما يُقام في الموانئ لتهتدي به السفن، ويسمى [ المنار ] أيضاً.. وهو موضع النور.
والنار : عنصر طبيعي فعّال، يمثله النوُر والحرارة المحرقة، وقد يصحبها الدخان.. وتطلق على اللهب الذي يبدو للحاسّة.

(١) النساء / ١٧٤ إلى ١٧٥.


الصفحة التالية
Icon