فالجوهر المضيء : نور.. وهو نار، غير أن ضوء النار مكدر معتمٌ بدخان، محذور منه بسبب ما يصحبه من فرط الحرارة والإحراق.
فإذا صارت النار مهذبّةً مصفاةً... كانت محضُ نور. ومتى نكصت عادت الحالة الأولى.. جذوةً، ولا يزال يتزايد حتى ينطفئ نورها، ويبقى الدخان الصرف.
والنور والنار من جنس واحد.. بخلاف الظلمة.
وكل جِرم : إلاّ وله ظل.. وظله الظلمة، ولكن ليس لكل جِرم نور، ولهذا غالباً ما يرد النور منفرداً، والظلام مجموعاً لأنه متعدد.. كالهدى فإنه واحد، والضلال فإنه أنواع.
واستنار : أضاء، واستنار به.. استمد شعاعه.
والأنور : أفعل تفضيل من النور.. فهو أوضح، وأبين.
والتنوير : وقت إسفار الصبح، فيقال.. صلى الفجر في التنوير.
ونوَّر : أضاء، يقال : نوّر المكان أو الصبح.. أسفر وظهر نوَره، ونّور المصباح.. أوقده، ونوّر الأمر.. بيّنَهُ.
ونوَّر الله قلبه : هداه إلى الحق والخير.
*******
والنور : كيفية ظاهرة بنفسها، مظهرة لغيرها.
والضياء.. أقوى من النور، ولذلك أضيف للشمس، يقول تعالى :
﴿ هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدرناه منازل لتعلموا عدد السنين والحساب.. ﴾(١).
والضياء ذاتي، والنور عارضي، فتسمية - القرآن - بالنور حكمي لأنه يهدي إلى الصواب، وينير لغيره..
وهو مظهر للأحكام.. ومبيِّن لطرق الصواب.. وسبل السلام :
﴿ الذين يتّبعون الرسولَ النَّبيَّ الأميَّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمُرُهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويُحِلُّ لهم الطيبات ويُحرم عليهم الخبائث ويضعُ عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبّعوا النورَ الذي أُنزل معه أولئك هم المفلحون ﴾(٢).
(٢) الأعراف / ١٥٧.