على أن كثيراً من المفسرين من التابعين ومن يعدهم، حملوا لفظ - النور - في مواضع عدة على أنها تعني الرسول - ﷺ -، وهذا غير مستبعد لما في إرساله من الهداية، وكشف طريق الهدى واليقين، فالنور المبين : الكاشف بنفسه، والموضح بذاته.. طرق النجاة، وسبل الرشاد
وسورة - النور - هي : السورة الرابعة والعشرون في ترتيب السور في المصحف، وهي مدنية.. آياتها أربع وستون، نزلت بعد سورة الحشر، وموضعها يعد سورة - المؤمنون - في المصحف.
وفي سورة النور عقوبات : الزناة.. والقَذَفَة، الذين يرمون : المحصنات.. المؤمنات.. الغافلات، بالزنا.
وفيها حكم الملاعنة، وهي مما أختص به الإسلام حين يرى الزوج من زوجه ما لا يمكن من غيره أن يراه، ويصعب عليه إثبات فعلها، وتأبى غيرته أن يعيش معها بعد ما رأى بعينه، وصعب عليه إثبات ما وقع – لاشتراط الشهود الأربعة -، فرسم الله - عز وجل - لذلك طريقاً واضحاً في هذه السورة.
وفيها برأ الله [ عائشة ] الصديقة.. زوج الرسول - ﷺ -.. وأم المؤمنين، مما نسبه البعض إليها كذباً، وناهيك بتبرئة الله تبرئةً، فمن لجّ في لوكِ هذا خيف عليه من مخالفة القرآن - وقانا الله من مخالفته -، والوقوع في الكفر.. إن لم يتب عن فعلته.
ورسمت السورة سبل - التحصين - من الجريمة، وهو أمر أبعد من : الوقاية.. ومن المكافحة، فسدّت الذرائع، وهدت إلى كل خير نافع، وبينت كيف تُسدُّ ذرائع – وسائل – الأفعال الجرميَّة، استعداداً لها قبل وقوعها، وليس بعد ذلك كما تفعل الأنظمة الوضعيَّة !!.
الحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الحادي عشر
المهيمن.. !!
يقول جلّ وعلا في كتابه الكريم :


الصفحة التالية
Icon