وقوله تعالى :﴿.. لتنبأنَّهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ﴾(١).. فإنها تعني : لتجازينَّهم بفعلهم، والعرب تقول للرجل متوعدةً.. لأُنبئنك.. ولأُعرفنك.. وهذا عين ما تفعله العامة اليوم في وعيدها !.
والخبر لا يكون نبأً.. إلا بشروط ثلاث – كما قال الراغب - :
١. فالنبأ.. خبر ذو فائدة عظيمة.
٢. والنبأ.. خبر يحصل به علم، أو ظن غالب.
٣. والنبأ.. حقه أن يتعرى عن الكذب، ولهذا قال الكفوي :[ إن النبأ والأنبياء، لم يرادا في القرآن إلاَّ لما له وقع، وشان عظيم ].
والنَبَوءَةُ.. والنبوةُ : سفارةً بين الله - عز وجل - ؟ وبين ذوي العقول من مخلوقاته، لبيان ما ينفعها.
والنبي : المخبر عن الله - عز وجل -.
وكلمة – النبي - لا تصغر.. لأن تصغير الأسماء المعظمة ممتنع شرعاً.
*******
والنبأ : ً هو القرآن، وقد ورد هذا المعنى في القرآن بمواضع باعتباره.. خبراً ذا فائدة عظيمة.. عرياً عن الكذب.. يحصل به علم أو ظن غالب – وهذه شروط النبأ كما تقدم -.. من ذلك قوله تعالى :
﴿ قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار ( رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار ( قل هو نبأ عظيم ( أنتم عنه معرضون ﴾(٢).
وحَمْلُ لفظ - النبأ – في الآية، على أنه القرآن هو قول : ابن عباس - رضي الله عنه - – وهو ترجمان القرآن -، وتابعه.. قتادة.. ومجاهد.. من التابعين. وأيَّد البعض هذا الرأي باستدلالين من : أول.. وآخر سورة - ص - المتقدِّمة..
أما الاستدلال بآخرها.. ففي قوله تعالى :
؟ ﴿ إن هو إلا ذكر للعالمبن ( ولَتَعلَمُنَّ نبأَهُ بعد حين ﴾(٣).

(١) يوسف / ١٥.
(٢) ص / ٦٥ إلى ٦٨.
(٣) ص / ٨٧ إلى ٨٨.


الصفحة التالية
Icon