أي : لَتَعلَمُنّ ما أنبأ به هذا القرآن من : الوعد والوعيد.. وإنه هو.. الحق.. والصدق، وذلك يوم القيامة، فالآيتان :﴿ قل هو نبأ عظيم ( انتم عنه معرضون ﴾.. أشارتا إلى الإعراض الذي بينت الآيتان الأخريان خطره، وهما الآيتان المتقدمتان :﴿ إن هو إلا ذكر للعالمين ( ولَتَعلَمنّ نبأه بعد حين ﴾.
وأما استدلاله بأولها فقوله تعالى :
﴿ ص والقرآن ذي الذكر ( بل الذين كفروا في عزةٍ وشقاق ﴾(١).
على أن هناك من قال : إنّ - النبأ - في قوله تعالى.. " قل هو نبأ عظيم، أنتم عنه معرضون }(٢)، هو.. النبوة، بدليل قوله تعالى قبلها :
﴿ قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار ﴾(٣).
وقول ثالث في - النبأ العظيم - : إنها يوم القيامة لقوله تعالى :
﴿ عمَّ يتساءلون، عن النبأ العظيم، الذي هم فيه يختلفون ﴾(٤).
وقيل : بل هو نبأ تخاصم أهل النار.
وقيل : نبأ ما تقدم من الأنبياء - عليه السلام -.
وقد جعل الإمام الآلوسي الأمر محصوراً بين كون – النبأ العظيم – في سورة - ص - هو : القرآن، أو النبوة... بدلالة السياق بالنسبة للنبوة، وإلا فالمرجح - القرآن -، لأنه قول ترجمان القرآن، ومعه جِلّة التابعين من القراء والمفسرين.
*******
والنبأ سورةُ من القرآن مكيّة – آياتها أربعون -، نزلت بعد سورة المعارج، وترتيبها في المصحف بعد سورة المرسَلات، وقبل النازعات...
فحقيق بكتاب الله وقرآنه.. أن يكون هو النبأ العظيم، ومحتوياً على النبأ العظيم...
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الرابع عشر
البلاغ.. !!
البلاغ : مصدر بمعنى.. التبليغ، يقول تعالى :﴿.. وما على الرسول إلا البلاغ المبين ﴾(٥).. تبليغ الرسالة، وهو في القرآن كثير.
والبلاغ : ما يتوصل به إلى الغاية.
(٢) ص / ٦٧.
(٣) ص / ٦٥.
(٤) النبأ / ١ إلى ٣.
(٥) النور / ٥٤، العنكبوت / ١٨.