وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهُن فأمسِكوهُنَّّ بمعروف أو سرحوهنَّ بمعروف ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا.... }(١).. وهذا شبيه قوله تعالى :
﴿ فإذا قرأت القرآن فاسْتَعِذِْ بالله من الشيطان الرجيم ﴾(٢).
والاستعاذة قبل القراءة لا بعدها كما هو معلوم.
أما الفعل : بَلُغَ.. فمصدره [ بلاغة ].
والبلاغة : الفصاحة.. وحسن البيان.. وقوة التأثير.. ومن بلَّغ بلسانه كُنْهَ ما في ضميره.
والبلاغة : مطابقة الكلام لمقتضى الحال، مع فصاحته.
والبليغ : من كان كلامه بليغاً.
والفعل : أبلَغَ... فمصدرها - إبلاغ -.
وأبلغَ : أوصل.
وبّلًغَ.. وأبلَغَ.. وبالَغَ في الشيء.. مبالغةً.. وبِلاغاً : إجتهد فيه.. واستقصى الغاية.. وغالى في الشيء.
تبالغ الشيء : تناهى، أي.. وصل نهايته.
وتبالغ في الكلام : تكلف البلاغة.
والمبلغ : المقدار من المال، ويأتي بمعنى.. المنتهى..
قال تعالى :﴿ ذلك مبلغهم من العلم... ﴾(٣).
*******
لقد سمي القرآن - بلاغاً في.. موضعين من القرآن الكريم :
أولهما / في قوله تعالى :﴿ وترى المجرمين يومئذٍ مقرّنين في الأصفاد ( سرابيلهم من قطران ونغشى وجوههم النار ( ليجزيَ الله كلَّ نفسٍ ما كسبت إنَّ الله سريع الحساب ( هذا بلاغ للناس وليُنذروا به وليعلموا أنَّما هو إله واحد وليذَّكَّر أولوا الألباب ﴾(٤).
فقوله - عز وجل - هذا بلاغ -، قيل فيه :
١. أنه القرآن الكريم : ففيه.. العبر والعظات.. والقوارع والزواجر.. وفيه الكفاية لمن أراد أن يتعظ ويعتبر، ووصل إلى الغاية.. وفيه المنتهى بذلك.. بل بلغهما في كل اتجاه دخل تحت خطابه.. وكل باباً من أبوابه.
(٢) النحل / ٩٨.
(٣) النجم / ٣٠.
(٤) إبراهيم / ٤٩ إلى ٥٢.