٢. وقبل المقصود - بالبلاغ - : الآيات السابقات المتقدمات وفيها نذير. والنتيجة واحدة، إذ أطلق لفظ – البلاغ – على بعض القرآن، وعلى الجزء منه، وما صدق على الجزء، يصدق على الكل المتجانس، فكله قرآن، فكأنه قال.. إنّ في هذه الآيات – بلاغ -، أي.. كفاية عمّا في السورة، أو ما في السورة كفاية عمّا في القرآن العظيم من.. التذكير والعظة.. والوصول إلى الغاية بذلك... فهذه هي المعاني اللغوية عبر عنها القرآن الكريم، دفعة بكلمة واحدة..!. ولا يبعد عن الذهن أن اسم الإشارة – هذا -، قد يشير إلى القرآن لأنه مذكر، غير مستبعدين أن يكون مغفرة هذا الكلام ـ بلاغ - أي.. الذي مسبق دون غيره.
ثانيهما / ما ورد فيه كلمة - بلاغ - من الآيات، لتدل على القرآن فهو.. قوله تعالى :﴿ فاصبر كما صَبَر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهُّم كأنهم قوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهار بلاعُ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ﴾(١).. أي : إن في هذا القرآن كفايةً في الموعظة، لهؤلاء الذين آذوك يا محمد، فاصبر لقولهم، فقد أقيمت عليهم الحجة بهذا القرآن.. أي بهذا البلاغ.
على أن - البلاغ - هو فعل الرسول - ﷺ -، كما ورد ذلك في مواضع من القرآن، فنسبته إلى القرآن العظيم زيادة فضل، إذ جعل ما فيه كفعل الرسول - ﷺ - ومهمته.
أو : أن بلاغته - عليه السلام - هو بهذا القرآن لخطورته وموقعه، وإن كان للرسول بلاغ غيره من سنته - عليه السلام -... ففي هذا لك بلاغ..
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الخامس عشر
المكنون.. !!
المكنون : بوزن اسم المفعول، من الفعل الماضي.. كنّ و كَنَنَ، ومضارعه.. يكنُّ.. كِنّاً.

(١) الأحقاف / ٣٥.


الصفحة التالية
Icon