على أنّ في شفاء القرآن للأمراض حقيقةً.. قولان :
الأول / ما ذهب إليه السيوطي - رضي الله عنه - حيث قال :[ ان القرآن يشفي من الأمراض البدنية، كما يشفي من الأمراض القلبية ]، واستدل لذلك بقول الرسول - ﷺ - لمن اشتكى له صدره - :﴿ إقرأ القرآن.. يقول الله شفاء لما في الصدور ﴾. واستدل كذلك بقوله - ﷺ - لمن شكى إليه وجعاً في حلقه - :﴿ عليك بقراءة القرآن ﴾.
ويقول الآلوسي - رضي الله عنه - :[ إن الاستدلال بها على ذلك مما لا يكاد يسلم ].. ثم ناقش أدلة السيوطي.
الثاني / قول الحسن البصري - رضي الله عنه - : فقد أنكر ان يكون القرآن شفاءً للأمراض القالبية – أي الجسمانية -، وقال :[ إن الله جعله شفاءً لما في الصدور.. لا للأمراض ].
وقال الإمام الآلوسي - بعد رده لأدلة السيوطي - :[ ونحن لا ننكر أن لقراءة القرآن بركة، يُذهب الله بسببها الأمراض والأوجاع، وإنما ننكر الاستدلال بالآية على ذلك ].
على أن الآلوسي.. لا يستبعد أن يكون المرض القلبي ضرر على الجسم القالبي من.. الحسد، والحقد. وصدق من قال :[ لله درُّ الحسد ما أعدله بدأ يصاحبه فقتله ].
فالقرآن.. شافٍ لما في الصدور من الأدواء المفضية إلى الهلاك.. كالجهل.. والشك.. والشرك.. والنفاق
وهو مرشد.. إلى بيان ما يليق وما لا يليق، مما فيه النجاة والنور، وموصل إلى كل ذلك.
ثم ألا نرى أن الآيات جعلت.. العسل شفاءً لكل الناس، وذلك في الأمور القالبية التي لا يختلف بها الناس بحجة الإيمان. ولكله القرآن جُعل شفاءٌ للمؤمنين لأنهم.. ينتفعون به.
أما ما ورد في سورة يونس من توجيه الخطاب للناس في قوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon