يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم وشفاءٌ لما في الصُدُور وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين }(١)فقد بدأ بخطاب الناس.. وانتهى بالمؤمنين، فتوجيهه ما قاله بعضهم :[ إن في ذلك إشارة إلى أن للنفس البشرية مراتب كمال، من تمسَّك بالقرآن فاز بها :
أحدها / تهذيب الظاهر عن فعل ما لا ينبغي.. وإليه الإشارة.. _ بالموعظة -.
ثانيها / تهذيب الباطن عن العقائد الفاسدة.. وإليه الإشارة.. - بالشفاء لما في الصدور -.
ثالثها / تحلي النفس.. بالعقائد الحقَّة.. والأخلاق الفاضلة.. وإليه الإشارة.. - بالهدى -.
رابعها / تجلي أنوار الرحمة الإلهية، وتختص بالنفوس الكاملة المستمدة بما حصل لها من الكمال الظاهر والباطن.
فالقرآن : واعظ بما فيه من : الترهيب.. والترغيب.. وهذا للجميع فهو : شافٍ.. ومرشد.. وموصل إلى ذلك.
والحمد لله رب العالمين ~~
الإسم الثامن عشر
البُشرى.. !!
يقول تعالى :﴿ قُل مَن كان عدواً لجبريل فأنَّهُ نَزَّلَهُ على قلبك بإذن الله مُصّدّقاً لما بينَ يديه وهدىً وبُشرى للمؤمنين ﴾(٢).
ولقد وصف القرآن بأنه.. بشرى، في غير هذه الآية الكريمة، سنأتي على ذكرها مفصلاً.
والبُشرى : اسم من بَاشَر.. يُباشرُ.. بَشَرةً.. وبشارةً.. وبُشرى.
أو من : أبشَر.. يُبشِر.. بِشارةً.. وبُشرى.
وأبشَر : فرح، ومنه قولهم لمن يطلب شيئاً.. أبشِر بخير.
قلت / وكان عمال البناء خاصة – وإلى عهد قريب -، يجيبون نداء أساتيذهم بقولهم : أبشِر.
وباشَر الأمر : تولاه بنفسه.
أو : خالطه.. ولامسه.. ومنها قولهم.. باشر بكفيه الأرض.

(١) يونس / ٥٧.
(٢) البقرة / ٩٧.


الصفحة التالية
Icon