وباشر المرأة : جامعها.. يقول تعالى :﴿ أُحِلَّ لكم ليلة الصيام الرفثُ إلى نسائكم هنّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنّ عَلِمَ الله أنَّكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهنَّ وابتغوا ما كتَبَ الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتَبين لكم الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفجر ثم أتمُوا الصيام إلى الليل ولا تباشروهنَّ وأنتم عاكفون في المساجد تلك حُدود الله فلا تقربوها كذلك يبيِّن اللهُ آياته للناس لعلَّهم يتَّقون ﴾(١).
وقد كنَّى الله بالمباشرة.. عن _ الجماع - تأدباً، ولم تأتِ هذه اللفظة في القرآن قط.. ويُكنَّى عنها دوماً.
وسميت المباشرة كذلك.. لالتقاء البشرتين في حالة الجماع.
والبشرة : هي ما يعلو.. لحم الإنسان.. وعظمه، فهي إهابُهُ، ومنها اشتق اسم – البشر -.. وهو لفظ الجمع لها، يقول تعالى :
﴿ سأُصليه سَقَر ( وما أدراك ما سقر ( لا تُبقي و لا تَذَر ( لواحةٌ للبشر ﴾(٢). والبشر : هو الإنسان.. ذكراً كان أم أنثى، للفرد وللجمع، يقول تعالى: ﴿ ومن آياته أنْ خلقكُم من ترابٍ ثم إذا أنتم بشرٌ تنتشرون ﴾(٣).. وهذا للجمع.
ويقول تعالى :﴿ قل إنما أنا بشر مثلكم يُوحى إليّ.. ﴾(٤).. وهذا للمفرد.
وقد تثنى كلمة البشر.. منه قوله تعالى :
﴿ فقالوا أ نؤمن لِبَشَرَينِ مثلنا وقومُهُما لنا عابدون ﴾(٥).
وسمي البشرُ بشراً : لظهورهم.. وعدم خفائهم.. عكس الجن.
و البُشرى.. والبشارة : هي.. الإخبار بما يُسِر.
فالبشارة : اسم لخبر يُغير بشرةَ الوجه مطلقاً، ساراً كان أم مُحزناً...
يقول تعالى :﴿ والله أعلمُ بما يُوعُون ( فَبَشِّرهم بعذاب أليم ﴾(٦).

(١) البقرة / ١٨٧.
(٢) المدَّثر / ٢٧ إلى ٢٩.
(٣) الروم / ٢٠.
(٤) فصلت / ٦.
(٥) المؤمنون / ٤٧.
(٦) الانشقاق / ٢٣ و ٢٤، ووردت كلمة – بشرهم - بمواضع أخرى.


الصفحة التالية
Icon