وقد شاع وغلب استعمال البشارة في : السار دون السيئ، فأصبح ذلك حقيقةً عرفية، كما اعتبر الصدق في الخبر السار لكي يُعد بشارة، فتكون....
البِشارةُ - عرفاً – : الخبر السار الصادق، الذي ليس لدى المُخبَر به علم به عند وصوله إليه. على أن وجود - المبَشَّر به - وقت البشارة غير لازم، وذلك بدليل قوله تعالى- على لسان سيدنا إبراهيم - :
﴿ رب هَب لي من الصالحين ( فَبَشَّرناه بغلام حليم ﴾(١).
ومنه.. قوله تعالى :﴿ وبَشَّرناه بإسحاق نبياً من الصالحين ﴾(٢).
والبشارة :- إذا أطلقت - قالوا هي في.. الخير خاصته. وإذا أريد بها الشرُّ قُيدت.
والنِذارة : عكسها.. فإنها في حالة الإطلاق تدل على الشر.
وأما قوله تعالى :﴿.. قال يا بُشرى هذا غلام.. ﴾(٣).. فقد قيل فيه.. إن - بشرى - : هو اسم صاحبه فناداه !!. وفيه ما فيه فلا يعول عليه.
وقيل : معناه يا بشراي.. مثل : عصايَ. وهو أصح.
ويقول تعالى :﴿ ألا إنَّ أولياءَ اللهِ لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنُون ( الذين آمنوا وكانوا يتَّقون ( لهم البُشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ﴾(٤).
والبشرى في الدنيا : الأحلام الصادقة المبشِّرة التي يراها الصالحون.. أو : ما يُرى لهم. وفي الآخرة – بشراهم الجنة.
والمبشِّر.. والبشير : الذي يحمل البشارة.. قال تعالى :﴿ فلما أن جاء البشيرُ ألقاهُ على وجهه فأرتدَّ بصيراً قال ألم أقل لَّكم إنِّي أعلم من الله مالا تعلمون ﴾(٥)ويقول تعالى على لسان سيدنا عيسى - عليه السلام - :
﴿.. ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسْمُهُ أحمد... ﴾(٦)..
وروى كعب الأحبار : أن الحواريين سألوا عيسى - عليه السلام - : هل بعدنا من أمةٍ ؟.

(١) الصافات / ١٠١ و ١٠٢.
(٢) الصافات / ١١٢.
(٣) يوسف / ١٩.
(٤) يونس / ٦٢ إلى ٦٤.
(٥) يوسف / ٩٦.
(٦) الصف / ٦.


الصفحة التالية
Icon