ورجح الإمام أبو الثناء الآلوسي.. مصدرية لفظة - تِبيان - لا إسميته، رغم وجود القول بإسميته، وهو قول أكثر النحويين.
وقد جوز الزجَّاج : فتحه في غير القرآن فتقول.. تَبيان، وهو يدل على كثرة البيان، وهو رواية ثعلب عن الكوفيين، ورواية المبَرّد عن البصريين.
فالبيان : جعل الشيء مبيناً مع الحجة.
والتبيان : فهو التحقق ببيِّنة.
وتبيّن : تحقق وظهر، ومنه.. تبيّن زنا الزانية، أي – تحقق زناها ببينة، ومن باب أولى بالرؤية.
وتبيّنَ الشيء لي : ظهر عندي، وزال خفاؤه عنّي.. وفي المثل :[ قد تبيّن الصبح لذي عينين ].
وتبينوا : تحققوا.. وتثبتوا، وقوله تعالى :﴿ يا أيُّها الذين آمنوا إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنوا.. ﴾(١)منه، أي.. اطلبوا بيان الأمر وثباته ولا تتعجلوا فيه
وقال تعالى :﴿.. فلما خرَّ تبيَّنت الجنُّ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المُهين ﴾(٢).
والبيِّن.. والمبين : الواضح.. يقول تعالى :﴿ هؤلاء قومنا اتَّخذوا من دونه آلهةً لَّولا يأتون عليه بسلطان بيِّن فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ﴾(٣).
وقوله تعالى عن قرآنه الحكيم ﴿.. تبياناً لكل شئ.. ﴾(٤)- وهو ما افتتحنا به كلامنا - فقد قيل فيه : كشف كل شئ وإيضاحه، ويدخل فيه.. العقائد والقواعد بالدخول الأولى، وذلك مستمر إلى البعث وما بعده، فيدخل فيه : ما يتعلق بأمور الدين.. ومن جملته أحوال الأمم مع أنبيائهم.. وبَعث الشهداء.. وبعث النبي - عليه السلام - كما هو في صدرها.. وهذا العموم فيه كلام، وسنأتي على بيانه في اسم - الجامع -.

(١) النساء / ٩٤.
(٢) سبأ / ١٤.
(٣) الكهف / ١٥.
(٤) النحل / ٨٩.


الصفحة التالية
Icon