ولقد تكفل الله - عز وجل - بذلك فقال :﴿ إنَّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ﴾(١).. ففي الآية سبعة تأكيدات من الله - عز وجل - على الحفظ والجمع.
ويقول تعالى :﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به ( أنَّ علينا جمعه وقرآنه ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ( ثمّ إنّ علينا بيانه ﴾(٢)..
أي : لا تخف يا محمد من ضياع شئ من القرآن منك، فعلينا جمعه [ قرآنه ]، فإذا قرأه عليك جبريل - عليه السلام - فهو قراءتنا له، فاتبع ما يقرؤه
وقيل سمي القرآن قرآناً.. لأنه : الجامع لآيات الوعد والوعيد، والحِكَم والأمثال، والقصص والأحكام، والآيات والسور.
ولا فرق في كل هذا، وكله مقبول، فهو :- الجامع، المجموع، المقروء، المتلو... وهو [ القرآن ] وكفى.
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الثاني
الفرقان.. !!
الفرقان.. مصدر من : فَرَق، وفَرَّق. والفعلان.. فَرَق.. وفَرَّق ومشتقاتها، لا يدلان إلاَّ على الفصل بين أمرين، أو شيئين فيقال : فَرَق بين شيئين... أي فصل بينهما.
وفَرّق القاضي بين الخصوم : حَكَمَ.. وفَصَل.. يقول تعالى على لسان سيدنا موسى - عليه السلام - :﴿ قالوا يا موسى إنَّا لن نّدخُلها أبداً ماداموا فيها فاذهب أنت وَرَبُّك فقاتلا إنَّا هاهنا قاعدون ( قال ربِّ إني لا أملك إلاَّ نفسي وأخي فافْرُق بيننا وبين القوم الفاسقين ﴾(٣).
ويقال فَرَقَ بين المتشابهين.. إذا بين أوجه الخلاف بينهما.
وفَرَقَ :.. قال تعالى :﴿ وإذ فَرَقْنا بكم البحر.. ﴾(٤).
وفَرَقَ الله القرآن : فصّله وبيّنه.. قال تعالى :
﴿ وقرآناً فَرَقْناه لتقرأه على الناس على مُكثٍ ونزَّلناه تنزيلا ﴾(٥). على أن المعنى يجوز أن يكون هنا [ فَرَّقناه ].. أي أنزلناه مفرّقاً – وسنعود إلى هذا المعنى لاحقاً..

(١) الحجر / ٩.
(٢) القيامة / ١٦ إلى ١٩.
(٣) المائدة / ٢٤ إلى ٢٥.
(٤) البقرة / ٥٠.
(٥) الإسراء / ١٠٦.


الصفحة التالية
Icon