وفرّق... فهي صيغة مبالغة تدل على زيادة التفريق، يقال : فرّق بين القوم : أحدث بينهم فُرقةً. يقول تعالى على لسان هرون معتذراً لأخيه موسى :﴿.. إني خشيت أن تقول فرّقت بين بني إسرائيل... ﴾(١).
ويقال : فرّق الله القرآن.. أي أنزله مفرّقاً. وقد مرّ الشاهد.
والفارق : ما يميز أمراً من أمر.
والفاروق : من يفرق بين الحق والباطل، وهو لقب عمر بن الخطاب.
والفرق بين الأمرين هو : المميز أحدهما من الآخر.
والفرق من الرأس هو : الفاصل بين صفين من الشعر.
والفرقان : كلّ ما فُرق به بين الحق والباطل، ولهذا جعل الله يوم بدر يوم الفرقان :﴿.. وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان.... ﴾(٢). والفرقان : الحجة والبرهان.. وهما يفرقان بين الحق والباطل.
وقد سمي القرآن فرقاناً : لأنه فرق بين الحق والباطل، يقول تعالى :
﴿.. وأنزل التوراة والإنجيل ( من قبل هدىً للناس وأنزل الفرقان.. ﴾(٣).
ويقول تعالى :﴿ تبارك الذي نزَّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ا ﴾(٤).
والفرقان سورة من سور القرآن الكريم، آياتها سبع وسبعون، وهي مكية إلا الآيات من: ٦٨ إلى ٧٠ فمدنية، وموضعها في الصحف في [ الجزء الثامن عشر ]، بعد سورة النور وقبل سورة الشعراء. أما نزولها فكان بعد نزول سورة [ يس ].
وقد جعل الله [ الفرقان ] وصفاً للقرآن، وليس اسماً مستقلاً في موضع آخر، حيث يقول تعالى :﴿ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان.. ﴾(٥).
فكلمة [ هدىً ] و [ بينات ].. كل منهما حال من كلمة القرآن، أي :
(٢) الأنفال / ٤١.
(٣) آل عمران / ٣.
(٤) الفرقان / ١.
(٥) البقرة / ١٨٥.