أنزل الله القرآن وهو هداية بإعجازه المختص به، وهو آيات واضحات من جملة الكتب الهادية إلى الحق، و [ الفارقة ] بين الحق والباطل، وهي المشتملة على المعارف الإلهية، والأحكام العملية، فكلمة [ هدى ] الأولى.. غير[ الهدى ] الثانية.
أما قوله تعالى :﴿ وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ﴾(١).
وقوله تعالى :﴿ ؟؟لقد آتينا موسى وهرون الفرقان وضياءً وذكرا للمتقين ﴾(٢). فالمقصود بكلمة [ الفرقان ] فيهما : الحجج والمعجزات التي أعطياها، وهي تفرق بين الحق و الباطل.
ويستبعد الإمام الآلوسي [ روّح الله روحه ] قول من قال : إن الله آتى موسى [ الفرقان ].. أي القرآن، بمعنى ذكره له حتى آمن به !!. فالقول الأول أظهر.
إن الكتب السماوية كلها فرقت بين الحق والباطل، و [ الفرقان ] وصف لها جمعاء. وهو اسم اختص به القرآن اصطلاحاً، فهو الكتاب.. وهو القرآن.. وهو الفرقان.
ولا يمنع أن يكون [ الفرقان ] مع كل أحدٍ، وهو ما يجعله الله في قلوب.. وبصائر بعض خلقه، حيث يقول - عز وجل - :: ﴿ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويُكفِّر عنكم سيِّئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم ﴾(٣).
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الثالث
البرهان.. !!
البرهان : مصدر من الفعل الماضي.. بَرهَنَ، ومضارعه.. يبرهن والبرهان : في اللغة الحجة.. والدلالة.. والبيان، يقال : برهن عليه... أي أتى بالبرهان، ويقال : برهنه... أي بينّه بحجة.
وسميت الحجة : برهاناً.. لبيانها، ووضوحها.
والبرهان بمعنى.. الحجة : من [ البرهونة ] – بقول ابن الأعرابي - وهي البيضاء من الجواري، كما اشتق اسم السلطان من : السليطة، أي : الزيت.. لإنارته !.
والبرهان : يقتضي الصدق دوماً لا محالة.
(٢) الأنبياء / ٤٨.
(٣) الأنفال / ٢٩.