الفريق الأول / قال هو : مشتمل على جميع ما يحتاج إليه العباد، من الدين والدنيا، حتى أرشَ الخَدش، ومعنى الآية عندهم.. ما فرطنا في الكتاب شيئاً، باعتبار - من - زائدة، فيستغرق عدم التفريط لكل شئ، ويقولون.. إن الذي ذُكر في القرآن هو إما.. مجملاً، وإما.. مفصلاً، فالمجمل أحيل فيه إلى السنة النبوية، فاعتبروا ما فيها كأنه فيه، لأن القرآن أحال عليها في مواضع عدة من القرآن، فقد قال الرسول - ﷺ - :﴿ ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ﴾..
وينسب هذا الرأي إلى كل من : ابن عباس - رضي الله عنه -، وابن مسعود - رضي الله عنه - من الصحابة، والى الإمام الشافعي - رضي الله عنه -، والشيخ الأكبر ابن العربي، ولهم في ذلك أقوال لا يتسع المقام لإيرادها.. حتى قال ابن عباس :[ لو ضاع لي عقال بعير لوَجدتُه في كتاب الله ]، فعندهم السنة النبوية الذي أحال عليها القرآن، أحالت على سنة الخلفاء الراشدين المهديين، وأجاز الكل الاجتهاد، وهنالك الإجماع، فهذه هي أدلة الأحكام، وهي ترجع حينئذٍ في مداليلها، وأدلتها الى القرآن. وأشرنا إلى هذا في الحلقة العشرين السابقة !!.
ولقد بالغ بعضهم : فاستخرج أسماء سلاطين بني عثمان، ومدة سلطتهم من سورة الفاتحة !.
ووقع ابن العربي عن حماره، ورُضَّت رِجله، فجاءوا ليحملوه، فاستمهلهم، ثم أذن لهم.. فقال :[ راجعت كتاب الله فوجدت خبر هذه الحادثة في الفاتحة !! ].
واستخرج بعضهم من تفسير.. ابن بُرجان - كما ذكر ابن خلّكان - شهر فتح صلاح الدين للقدس، بعد فتحه لقلعة حلب في صفر، فقال شعراً :
وفتحُك القلعة الشهباء في صفرٍ مبشر بفتوح القدس في رجب
وقد استنبط.. ابن كمال باشا، فتح مصر على يد السلطان سليم العثماني من قوله تعالى :
﴿ ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ﴾(١).


الصفحة التالية
Icon