أما المُيَسَّر : فهو ما وقع عليه التيسير، والتسهيل.. مع المبالغة، فهو أكبر تيسيراً من الميسور.
أما قول المصطفى - ﷺ - :﴿.. كلُّ ميسَّر لما خَلِقَ له ﴾ فمعناه.. المهيّأ، فالله يَسَّر سبيل السعادة للعبد، ومثله للشقي، وفي التنزيل العزيز :
( ﴿ ونُيَسِّرك لليُسرى ﴾(١).. وفيه أيضاً :
﴿ فأمَّا من أعطى واتَّقى ( وصَدَّقَّ بالحُسنى ( فسنيسِّره لليسرى ( وأما من بَخِل واستغنى ( وكذَّب بالحسنى ( فسنيسِّره للعُسرى ﴾(٢).
واليَسّر : نوع طعام كان يسمى قديماً.. - لقمة القاضي -، أو - لقمة الخليفة - ‍‍!!.
وكلَّ شئ يَسّرتَهُ : فقد جَزَأتَهُ.
و الياسِر : الذي يُقَسِم لهم الناقة.
*******
فالقرآن يَسَّره الله تعالى : للذكر.. وللتلاوة... وللحفظ... وقد جَزأه الله، وجعله بِلُغةِ العرب ميسوراً عليهم :﴿ ولقد يَسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكِر ﴾، وفيه يقسم الله - عز وجل - على تيسيره، مع إيراده القصص الأربع للأنبياء السابقين وأقوامهم – كما تقدم -، وذلك مما تقوم به الحجة على العرب إن لم يؤمنوا به، فأنزله بلغتهم مع أنواع.. المواعِظِ والعِبَر.. والوعد والوعيد، ليتّذكروا ويتعظوا، وقد.. سَهُل عليهم لفظُه.. وحَسُنَ نظمُهُ.. وشرفت معانيه.. وصحت أحكامه.. وجاء عريّاَ عن وحشي اللفظ.. وعن حوشيِّه.. وعمَّا هو من نحوهما.. وله تعلق بالقلوب.. وحلاوة في السمع.. ولم يستظهر من الكتب السماوية غير هذا القرآن.
*******
وقال البعض تيسيره : تهوين قراءته.
وقال ابن عباس - رضي الله عنه - : يَسّرهُ على لسان الآدميين، ولولا ذلك لما استطاع أحد أن أن يتكلم بكلام الله.
ولذلك تقول : هذه سورة يسيرة، ولا تقول سورةً خفيفة.
وقد يكون معنى التيسير : التهيئة لأداء ما اُريد منه من.. تذكير.. وإقامة للحجة.

(١) الأعلى / ٨.
(٢) الليل / ٥ إلى ١٠.


الصفحة التالية
Icon