أي : َحفَظها الله عن أن يصلها الشياطين.. والمردة، ويؤيده قوله تعالى :﴿ ولقد زّيَّنَّا السماءَ الدُنيا بمصابيحَ وجعلناها رُجوماً للشياطين... ﴾(١)ا.
إن هذا القرآن محفوظ في السطور في المصاحف.. وفي الصدور في قلوب المؤمنين.. وحفظه الرسول - ﷺ - في صدره.. وقيَّده بالكتابة عن طريق كتاب الوحي.. سادتنا : أبي بكر الصدِّيق.. وعمر الفاروق.. وعثمان ذي النورين.. وعلي الكرار.. و زيد.. ومعاوية بن أبي سفيان.. وسعد بن أبي وقَّاص.. وسعيد بن زيد.. والزبير بن العوَّام.. وطلحة بن عبيد الله.. وعبد الرحمن بن عوف.. وعبد الله بن عمر.. وعبد الله بن عبَّاس.. وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، فقد زاد عدد كتاب الوحيِّ عن الأربعين ممن ائتمنهم رسول الله - ﷺ - على كتابة الوحيِّ، ولم يختص بواحد.. أو آحاد، فالقرآن لكلِّ المسلمين، وليس في الإسلام كهنوتيَّة.. ولا وصاية، فهو علمٌ مباح، والصحابة كلُّهم عدولٌ، لا مطعن فيهم حينذاك.. إلاَّ من ارتدَّ فلم يبقَ على صحبته، ولا يُسمَّى حينذاك صحابيَّاً، فمن صدق عليه وصف الصحابي، وأثبت تلك الصفة له أصحاب العلم بالسيَر والعقائد.. فهو يتمتع بكلِّ بصفة العدالة، وهو موضع ثقة رسول الله - ﷺ -، وموضع اعتقاد المسلمين الحسن به.. فحاشا لرسول الله أن يؤثر أحداً من أقربائه – لمجرد القرابة -، أو أن يسلب أصحابه حقَّهم في التعلم، وأنَّ الله - عز وجل - خاطبهم من غير تمييز.. حاشا رسول الله - ﷺ - أن يُمييز بينهم، فاحذر تلبيسات الملبسين، الذين يريدون الدين – ملكيَّة -.. و – كهنوتيَّة -، وتمييز للأقارب على من.. ضحّى كتضحيتهم، وحفظ كحفظهم.. وإلاَّ لم ذُمَّ أبو لهب ؟؟ !.

(١) الملك / ٥.


الصفحة التالية
Icon