وقيل : بل البرهان.. دين الحق الذي جاء به محمد - ﷺ -.
والأحق عندي / أن المراد بالبرهان هنا هو القرآن العظيم، فهو : البرهان.. وهو الحجة.. وهو المعجزة المقيمة للحجة على كافة الناس.. وإلا كيف يخاطب - عز وجل - كل الناس، ليقيم عليهم الحجة بمعجزة مادية لم يرها، ولن يراها الجميع ؟!، في حين القرآن العظيم : قاطعة حجته.. بينّة معجزته.. دائمة براهينه.. ظاهرة لكل جيل من الناس من لدنه - ﷺ - إلى يوم القيامة. وإن كل ما أوردناه من معاني - البرهان - اللغوية تنطبق عليه.. فهو :
الحجة.. والدليل.. والقاطع.. والبيِّن.. والساطع.. والناصع.
ويعضد رأينا ما قاله الإمام أبو الثناء الآلوسي – روّح الله روحه – في روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني :
[.. وإن كان المراد من البرهان القرآن أيضاً، فقد سلك به مسلك العطف المبني على تغاير الطرفين، تنزيلاً للمغايرة المعنوية منزلة المغايرة الذاتية، وإطلاق البرهان عليه، لأنه أقوى دليل على صدق ما جاء به، وإطلاق النور المبين لأنه بيِّن بنفسه، مستغنٍ في ثبوت حقيّته وكونه من الله بإعجازه، غير محتاج إلى غيره، مبيِّن لغيره من حقيّة الحق وبطلان الباطل، مُهدي للخلق بإخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان... ].
والحمد لله ربِّ العالمين ~~
الإسم الرابع
الحكيم.. !!
يقول تعالى :﴿ يس، والقرآن الحكيم ﴾(١).
والحكيم : صفة على وزن.. فعيل، بمعنى.. فعول، أي.. محكم، كالقتيل بمعنى.. المقتول، والشهيد بمعنى.. المشهود.
والحكيم : كما هو اسم للقرآن، فهو من أسماء الله الحسنى.
والحكيم : مأخوذ إما.. من الفعل الماضي حَكَم، أو.. من الفعل الماضي - حَكُم -، ومصدر الأول.. حُكماً، ومصدر الثاني.. حِكمةً
و حَكَم : بمعنى فصل.. وقضى، يقول تعالى :