ولا تختلف المنظمات الربحية عن غير الربحية في هذا الأمر، فالجميع عليه واجب القيام بدور متميز تجاه المجتمع كائناً ما كان تخصصه ومجاله. لذا فالأمر ذاته ينطبق على مختلف الجهات غير الربحية مثل الحكومية والاجتماعية والمؤسسات الخيرية الخاصة.
فإذا كان العمل والدعم مطلوباً وممكناً من جميع فئات ومؤسسات المجتمع.. فإنه يبقى أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم مطالبة بشكل أكبر بالتواصل مع المجتمع وتعزيز علاقتها بفئاته لأن هذا هو الطريق الأسرع والأضمن للحصول على دعم المجتمع بكل فئاته وبكل أنواع الدعم الممكنة. وذلك هو الطريق الأمثل لتحقق رسالتها وغاياتها الكبرى التي أسست لأجلها.
إن الجمعيات الخيرية اليوم أخذت تتطلع أكثر من أي وقت مضى لقيام أفراد ومؤسسات من مختلف شرائح المجتمع بالمشاركة في تحمل بعض المسؤوليات تجاه جمعيات التحفيظ لتطويرها وتحقيق أهدافها.
لقد أكبر الجميع ما أقدم عليه بيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت من نيته التقاعد وترك العمل في إمبراطوريته المتخصصة في إنتاج البرامج الحاسوبية والتفرغ لإدارة مؤسسته الخيرية التي أنشأها لتمتد خدماتها مختلف دول العالم.. وقد خصص لها عشرات الميليارات من ثروته. ومجتمعاتنا الإسلامية التي قدمت للبشرية في يوم ما فكرة الأوقاف الخيرية أولى بهذه الواجبات على الأقل في النطاق المحلي.
سؤال لا تنقصه الصراحة:
لو سأل أي أحد من فئات المجتمع: هل تتمنى أو ترغب في دعم أنشطة جمعية تحفيظ القرآن بمالك أو وقتك أو خبرتك أو جهدك لو أتيح لك ذلك..
هل نتوقع أن يجيب أحدهم كلا؟
ولكن لماذا لا تلمس الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن أثراً لهذا الكلام..
إن القاعدة تقول: البداية مع الآخرين يجب أن تبدأ من عندنا نحن.. لا يمكننا انتظار الداعمين طويلاً. لا بد ان ندعوهم ونمهد لهم الطريق لتقديم هذا الدعم.