إن هذه الورقة تهدف إلى تنمية ثقافة دعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم من قبل كافة فئات المجتمع، وهو موضوع مهم تقتضيه الساعة، ويقتضيه واقع الأمة، ولعل من دواعيه ما تفتحت عليه أعين معظم فئات المجتمع من حياة بعيدة عن التعمل التطوعي، وقناعة بأن العمل الخيري بمجمله قائم على أفراد محددين يأخذون مقابلاً.
سائلاً المولى تعالى أن يكلل جهود الجميع بالتوفيق ويباركها، ،
الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم: ماذا تريد من المجتمع؟
الواقع أن هذا السؤال قد لا يبدو منطقياً إذا ما تم الاتفاق على أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم أسست كل منها من البداية لسد احتياج المجتمع وخدمة فئة من فئاته بأي شكل من الأشكال يتعلق بالقرآن الكريم. لكن الواقع أيضاً أن هذه الجمعيات تريد دعماً من المجتمع يتمثل في أمور كثيرة.. ومنها مايلي:
الحصول على الدعم: سواء كان الدعم المادي وذلك من خلال زيادة الموارد المالية، أو الدعم المعنوي مثل الحصول على الاعترافات وشهادات التقدير التي تدعم مسيرة العمل ونفسيات العاملين، أو الدعم البشري حيث أن كل جمعية تحتاج غالباً إلى المزيد من المتخصصين العاملين والمتطوعين في مجالات نشاطها المختلفة المرتبطة بالقرآن وعلومه.
التعريف والترويج لخدماتها خاصة الجديد منها: هناك العديد من الخدمات أو البرامج التي يجهل البعض حتى مجرد وجودها مثل حلقات تحفيظ القرآن الكيرم للمتميزين أو حلقات السجون. وهناك جمعيات تقدم العديد من الخدمات المتميزة والتي تحتاج لها شريحة كبيرة لكنها لا تعرف عن وجود هذه الخدمات مثل برامج رعاية معلمي الحلقات أو حلقات التحفيظ وتصحيح القراءة للكبار وغيرها. ولذا فالجمعيات بحاجة إلى دعم المجتمع بهدف تقديم الخدمة والتعريف بهذه الأنشطة وتطبيقها الفعلي بالتجاوب من قبل المجتمع.