٤- عن ابي بن كعب أن النبي كان عند أضاة (١)بني غفار فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله يأمرك أن تُقرئ أمتك القرآن على حرف، فقال أسأل الله معافاته ومغفرته، وان أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيمّا حرف قرءوا عليه فقد أصابوا " (٢)
٥- عن أبي بن كعب قال: لقي الرسول جبريل عليه السلام عند أحجار المراء (٣)، (٤) فقال رسول الله لجبريل:" إني بعثت إلى أمة أمية فيهم الشيخ العاسي (٥)، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال فمرهم فليقرأوا القرآن على سبعة أحرف ".(٦)
من فوائد هذه الأحاديث :
١- من حكم نزول القرآن على سبعة أحرف التخفيف على الأمة، وإرادة اليسر بها، وإجابة لدعاء نبيها.
٢- المراد بالأحرف السبعة : سبعة أوجه من التغيير تطرأ على الكلمات القرآنية وهي:
"تغيير الحركات بلا تغيير في المعنى ولا في الصورة: مثل البُخل والبَخل، يحسَب و يحسِب،
" تغيير الحركات مع المعنى دون تغيير الصورة: مثل: فتلقى آدم من ربه كلماتٍ، فتلقى آدم من ربه كلماتٌ
"تغيير الحروف والمعنى دون تغيير الصورة: مثل: هناك تبلوا كل نفس ما أسلفت(٧)، هنالك تتلوا كل نفس ما أسلفت
"تغيير الحروف والصورة دون تغيير المعنى: مثل الصراط تقرأ بالصاد وبالسين وبإشمام الصاد زايا، بسطه تقرأ بالصاد وبالسين.
(٢) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين ٨٢١
(٣) موضع بقباء خارج المدينة، ووهم من قال أنه بمكة المكرمة.
(٤) النهاية في غريب الحديث ١/٢٠٣
(٥) عسى الشيخ: إذا كبر وأسن وضعف بصره ويبس جلده
(٦) رواه أحمد في المسند ٥/١٣٢
(٧) يونس ٣٠