وقفات مع سور وآيات

الوقفات التدبرية

الوقفات التدبرية

يقينك أيها العبد أن كل ما تتقلب فيه من نعيم إنما خلقه الله لأجلك , ويحملك علي أن تجود من فضل الله علي المحتاجين من خلقه .

كل الضجيج الذي يملأ العالم سيذهب هباء , ويصيخ الناس لصوت واحد مهول يملأ قلوبهم فزعا ورعبا , فاللهم لطفك لطفك .

قال قتادة : ( ليس شئ أشد علي الإنسان يوم القيامة من أن يري من يعرفه ؛ مخافة أن يكون يطلبه بمظلمة ) .

محمد فراج

أي شأن فظيع هذا الذي يشغل المرء عن فلذات أكباده ومهجة روحه , أليس حريا بنا أن نعمل له عسانا أن نأمن من فزعه , وننجو من هوله .

خافوا في الدنيا من ثقل الذنوب , وأقض مضاجعهم فيها الاستعداد ليوم الحساب , فانقلب خوفهم فرحا , وحزنهم بشرا وضحكا .

أعمالهم المظلمة في الدنيا غشيت وجوههم في الآخرة فزادتها ذلا وسوادا , وشتان ما بين وجه مشرق بالإيمان , ووجه مربد بالعصيان !

قال – صلي الله عليه وسلم - : " من سره أن ينظر إلي القيامة رأي العين فليقرأ : ( إذا الشمس كورت ) , ( وإذا السماء انفطرت ) , ( وإذا السماء انشقت ) " .

ما من نفيس ثمين في الدنيا إلا وسيأتي وقت يفقد فيه نفاسته وقيمته , فالثمين حقا هو الباقي , ولا يبقي إلا الإيمان والعمل الصالح .

سلبت الوحوش المفترسة وحشيتها وقسوتها , وذلت لربها في المحشر , فهل بعد ذلك يغتر أحد بقوته وصحته وجماعته .

من طبيعة الماء إطفاء النار , فما بال مياه البحار علي سعتها غدت نيرانا تتأجج ؟! أليس في ذلك دليل علي كمال قدرة الله وعظيم سلطانه .

هنا يدرك المرء قيمة وصية النبي الهادي – صلي الله عليه وسلم - : " لا تصاحب إلا مؤمنا , ولا يأكل طعامك إلا تقي " , فاحرص علي رفقة الصالحين , ذوي...

في توجيه السؤال إلي الموءودة بيان لكمال الغيظ علي قاتلها حتي كان لا يستحق أن يخاطب ويسأل , وفيه تبكيت له وتقريع شديد .

أسرارنا التي طالما طويناها , وأعمالنا التي خبأناها , وهن أعين الناس أخفيناها , سيأتي يوم تنشر فيها وتكشف , لا يخفي علي الله منها خافية .

في الآخرة لا يحضر مال ولا متاع ولا دار ولا أرض ولا منصب ولا جاه , إنما تحضر الأعمال , فطوبي لمن وجد في صحيفته عملا خيرا رضيا .

إقبال الليل وإدباره يوقظان العقول وينبهان الأرواح إلي حقيقة مضي الزمن وانقضاء العمر , فيا فوز من ملأ عمره بطاعة الله .

‹
1
2
...
2416
2417
2418
2419
2420
2421
2422
...
2619
2620
›