وقفات مع سور وآيات

الوقفات التدبرية

الوقفات التدبرية

ما كان الله لينسب إنزال القرآن إليه إلا لبيان عظمة ما اشتمل عليه من الحق والهدي , وما بلغه من تمام الشرف والرفعة , وقد افلح من استمسك به .

ليلة واحدة فاقت في الخيرية ألف شهر شهر كاملا , فالعبرة ليست بطول الأعمار , ولكن بالبركة وحسن الأعمال .

يا له من ترغيب في الطاعة ! فإن الإنسان ينشط بالطاعات عند حضور الأكابر من العلماء والزهاد , فما بالك بالملأ العلوي وعلي رأسهم أمين الوحي...

ليلة القدر هي ليلة السلام والأمان , لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب , كفاء ما يقوم به العباد من طاعات , فلا غضب فيها ولا انتقام .

قدم ذكر أهل الكتاب علي ذكر المشركين ؛ لأنهم أهل علم ومعرفة , والحجة عليهم أشد والفتنة بكفرهم أعظم .

خطأ العالم أولي بالمذمة من خطأ الجاهل ؛ لأنه أقدر منه علي تبين الحق وميزه من الباطل , وهو لغيره قدوة وأسوة .

من تطهير الله لكتابه أن جعله أخبارا صادقة , وأحكاما عادلة , وحججا بينات , وآيات واضحات , فيا خسر من اتخذ هذا القرآن مهجورا !

إقامة الحجج الساطعات , والبينات الواضحات , يقتضي الاجتماع علي الحق لا التفرق فيه , ولكن { وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم } .

إقامة الصلاة بإحضار القلب هيبة المعبود , وترويضه بالخشوع والقنوت , لا أن تكون مجرد حركات ظاهرة ؛ فإن ذلك ليس من الصلاة في شئ .

اعلم أن وعيد علماء السوء أعظم من وعيد كل أحد ؛ لأن الجحود والكبر مع العلم يجعله كفر عناد , فيكون أقبح وأشنع , وكذلك الضلال علي علم .

مهما كتمت من معاصيك , ومهما أسررت من الذنوب والآثام , فيوشك أن تراها رأي العين جهارا نهارا منشورة علي رؤوس الأشهاد , لا يخفي منها خافية !

قال بعض السلف : من عد كلامه من عمله الذي سيراه يوم الحساب , قل كلامه فيما لا ينفعه ويثقل ميزانه بالحسنات .

علي المرء ألا يستهين بخير عمله مهما كان صغيرا , وألا يستهين بشر عمله مهما كان حقيرا , فإن محقرات الذنوب لا تزال تجتمع علي الرجل حتي تهلكه .

عن عائشة – رضي الله عنها – أن سائلا أتاها وعندها سلة من عنب , فأخذت حبة فأعطته , فقيل لها في ذلك ! فقالت : هذه أثقل من ذر كثير , ثم قرأت : {...

إياك أن تستقل من العمل شيئا ( تراه قليلا ) ؛ فإن امرأة دخلت النار في هرة حبستها ولم تطعمها , وإن امرأة دخلت الجنة في كلب سقته .

‹
1
2
...
2425
2426
2427
2428
2429
2430
2431
...
2619
2620
›